نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 16
ومسبب ، وفاعل ومنفعل ، فالضوء فاعل لأنه يهيئ للسير على الطريق ، ومنفعل لان المشئ يهيئ لإضاءة الجزء التالي منه . وقال الإمام علي مشيرا إلى ربط المعرفة بالتصوف : ان الله جعل الذكر جلاء للقلوب ، تسمع به بعد الوقرة ، وتبصر به بعد العشوة ، وتنقاد به بعض المعاندة " . وقال : ان من أحب عباد الله اليه عبدا اعانه الله على نفسه ، فاستشعر الحزن ، وتجلبب الخوف ، فزهر مصباح الهدى في قلبه " فقد جعل اتصالا بين طاعة الله وبين المعرفة ، كما ربط بين المعصية ، وبين الجهل في قوله : " من قارف ذنبا فارقه عقل لا يعود اليه ابدا " . إلى غير ذلك من تعاليمه التي تربط بين كل صفة وما يناسبها من الصفات ، فالفضائل عند الامام متآخية متشابكة يدعوا بعضها إلى بعض ، وتطرد كل خلق ما يضاده من الاخلاق الرذيلة ، تماما كالجسم القوي السليم يقاوم الأسقام ، ويزداد قوة ونشاطا ، وجاء في القرآن الكريم آية 17 من سورة محمد : " والذين اهتدوا زادهم هدى " . أم الرذائل فهي كأمراض الجسم ، يؤدي بعضها إلى بعض ، قال تعالى في الآية 126 من سورة التوبة : " واما الذين في قلوبهم مرض فزادهم رجسا إلى رجسهم " ولما كانت تعاليم الامام متخمة بالحث على الزهد والتقوى ، وتربط بين المعرفة ومجاهدة النفس ، وكانت الدنيا عنده أحقر من عفطة عنز - كما قال - اجتذبته إلى نفسها كل فرقة من فرق التصوف ، وانتسبت اليه مدعية انها تستقي من معينه ، وتستمد من تعاليمه .
16
نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 16