responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 15


أحاديث كثيرة في ذم التصوف والمتصوفين بهذا المعنى ، والمعنى الذي قبله ، وان الصوفية " قطاع طريق المؤمنين ، والدعاة إلى نحلة الملحدين ، وانهم حلفاء الشيطان ، ومخربوا قواعد الدين ، يتزهدون لراحة الأجسام ، ويتهجدون لصيد الأنام ، ولا يتبعهم الا السفهاء ، ولا يعتقد بهم الا الحمقاء " .
اما أن يكون التصوف سببا من أسباب المعرفة ، وطريقا لبعض المجهولات ، اما ان يلهم القلب الزكي بنوع من الحقائق فله مصدر واضح في الاسلام ، ويمسى هذا التصوف بالتصوف النظري ، وبعلم القلب ، ولعلاقته بالمعرفة دخل في الفلسفة ، وكان بابا من أبوابها ، وموضوعا من موضوعاتها ، ويشهد لهذا الارتباط ، قول الرسول الأعظم : " من علم وعمل أورثه الله علم ما لم يعلم " حيث جعل العمل سببا للعلم ، تمام كالعلم الذي هو سبب معد للعمل ، ويتفق هذا الحديث مع النظرية القائلة ان المعرفة تخضع للنشاط العلمي ، كما يخضع العمل للمعرفة - مثلا - إذا تعلمت مهنة ، وباشرت العمل بنفسك ، ومضيت مستمرا في ممارستها تفتحت آفاق جديدة تدعوك إلى عمل جديد ، وإذا تابعت حصلت لك معرفة أخرى ، وهكذا إلى ما لا نهاية ، فالعلم والعمل أشبه برجل يسير في ظلمة حالكة ، وفي يده مصباح فالمصباح يضيئ له الجزء الأول من الطريق ، فيقطعه الرجل بسلام ، فإذا انتهى منه يصير المشي سببا لإضاءة الجزء الثاني ، فيقطه الرجل ، كما قطع الجزء الأول ، وهكذا يحصل التفاعل بين متابعة السير والإضاءة ، حتى النهاية فكل منهما سبب

15

نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست