نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 11
ومعنى قول الإمام علي : " اليوم عمل ولا حساب ، وغدا حساب ولا عمل " . وحمل المسابح ولبس المرقعات وعقد الحلقات ليس في شئ من العمل عند الله وعند الناس . اذن التصوف شئ ، والزهد شئ آخر ، وأيضا ليس التصوف من الشعائر والعقائد الدينية ، ولا من التقاليد السائدة والنظم الاجتماعية ، ولا هو حقيقة طبيعية تفرض نفسها فرضا ، وانما هو بأساليب التربية أشبه ، نقول هذا ، مع العلم بأن التصوف بمعناه الشامل لكل فئة تتسم به ، وتنتمي اليه لا يجمعه حد ولا رسم ، لان المتصوفة على أنواع ، فمنهم من هام بحب الله ، ومنهم من يدعي الاتصال المباشر بالله ، ومنهم القائل بالاتحاد مع الله ، وآخر قال بحلول الله فيه وفي غيره ، ومنهم من يقول بالكشف والاشراق ، وما إلى ذلك ، فالتصوف اذن بمعناه الشامل لجميع النزعات والاتجاهات ليس مذهبا محدود المعالم والمقاصد ، وبالتالي فلا يمكن الإشارة اليه بحد جامع مانع . وقد ذكر له تعاريف شتى أنهاها بعضهم إلى نيف وسبعين تعريفا ، ومهما يكن فنحن نشير اليه بأنه الانتصار على النفس ، والتغلب على ميولها وأهوائها عن طريق التدريب والتهذيب ، تماما كترويض الحيوان المفترس على الوداعة ، فيصبح وادعا مسالما بعد إن كان شريرا مخاصما .
11
نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 11