نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 103
حياته اليومية مصدرها القلب لا العقل ، لأنها تنبعث عن الرضا والغضب ، واليأس والرجاء ، والامن والخوف ، وكل هذه من صفات القلب ، أما العقل فهو أصل القضايا الفنية ، والمخترعات العلمية ، وإذا كان له من شأن وأثر في غير قضايا العلم فهذا الأثر العقلي لا يتعدى تزيين الألفاظ ، ونظم الأقيسة ، وتنميق الخطب للتأثير على السامعين ، ولو إلى حين الانتهاء من الالقاء ، وان أبيت الا أن تجعل اثرا ما للعقل في غير قضايا العلم فنؤكد لك ان هذا الأثر يقف عند النظريات ، ولا يتجاوزها إلى الاعمال الاعتيادية والخلقية ، تماما كسلطة التشريع بالقياس إلى سلطة التنفيذ ، فالعقل هو المشرع ، والعاطفة هي المنفذ ، وان استجابت للعقل ، والا فنظرياته صرخة في واد . والدلالة الصادقة الواضحة على هذه الحقيقة اننا نؤمن نظريا بان هذا الشئ حق ، ثم نهمله ونتجاهله ، ونعتقد نظريا بأن ذاك باطل ، ثم نفعله ونقدسه والسر أن الانسان خاضع في اعماله لمنطق العاطفة لا لمنطق العقل ، ولا لمنطق الدين ، الا إذا تحول الدين إلى العاطفة . اجل ان الانسان أو العديد من افراد الانسان يتخيلون انهم يسيرون في اعمالهم بوحي العقل والدين ، ولكنهم في الواقع مسيرون باملاء الهوى والغرض ، وفي نفس الوقت يفسرون اعمالهم العاطفية بأوهامهم العقلية ، ويخلطون بين حقيقة الدين ، وبين ما يتراءى لهم انه من الدين ، وتتجلى هذه
103
نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 103