بعدي ولا يجوز كذلك أن يكون ولاء الايمان أو الاسلام أو العتق لأن المؤمن ولي المؤمن لا ولي الكافر وقد يكون إيمان علي قبل أن يقول النبي الولاء لمن أعتق ، وبهذا يبطل الوجوه الخمسة ويرى أن معنى الحديث الولاية ، أي أن يكون أولى بهم أنفسهم كما كان النبي أولى بهم من أنفسهم لا أمر لهم معه [1] . ويذكر ابن رستم هذا الحديث في التأكيد على إمامة علي ويجعله من ضمن صفاته وفضائله [2] . ويذكر الشريف الرضي حديث الغدير وما قيل في هذا اليوم من الأشعار فيورد قصيدة لحسان بن ثابت الأنصاري وقيس بن عبادة ، ويقول إن هذين الشاعرين شهدا بالإمامة لعلي بن أبي طالب شهادة من حضر هذا المشهد وعرف المصدر والمورد [3] . وقصيدة حسان بن ثابت مشهورة لدى الامامية وقد روتها أكثر مصادرهم [4] . أما الأبيات فهي : يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخم واسمع بالرسول مناديا فقال فمن مولاكم ووليكم * فقالوا ولم يبدوا هناك التعاديا الهك مولانا وأنت ولينا * ولم تر منا في المقالة عاصيا فقال له قم يا علي وانني * رضيتك من بعدي إماما وهاديا فمن كنت مولاه فهذا وليه * فكونوا له أنصار صدق مواليا هناك دعا اللهم وال وليه * وكن للذي عادى عليا معاديا [5]
[1] ابن رستم : المسترشد ص 121 . وانظر رسالة في تحقيق لفظ مولى للمفيد نشرت ضمن رسائل المفيد . [2] ابن رستم : المسترشد ص 55 . [3] الشريف الرضي : خصائص أمير المؤمنين ص 6 . [4] ذكر الأبيات سليم بن قيس : السقيفة ص 203 ، ابن شهرآشوب : مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 27 ، المفيد : الإرشاد ص 94 ، ولكن لم يرد ذكر للأبيات في ديوان حسان المطبوع . [5] الرضي : خصائص أمير المؤمنين ص 6 . نشأة الشيعة الإمامية ص 124 - ص 141