responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نخبة اللآلي شرح بدأ الأمالي نویسنده : محمد بن سليمان الحلبي الريحاوي    جلد : 1  صفحه : 133


عليه شئ في ملكه ويجوز عليه سبحانه أن يعذب المطيع ويثيب العاصي إذ الكل ملكه وعبيده فيتصرف في ملكه كيف يشاء ويحكم ما يريد لكنه تعالى وعد الطائع بالثواب والعاصي بالعقاب والكريم إذا وعد وفي كرما وفضلا قال تعالى إن الله لا يخلف الميعاد وقال تعالى وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون فإن قلت ظاهر الآيتين ونحوهما من النصوص يفيد بظاهره أن الأعمال سبب لدخول الجنة فيؤيد ما ذهب إليه المعتزلة من أن دخول الجنة إنما هو بسبب الأعمال وأنه يجب إثابة الطائع وعقاب العاصي على ما ذهبوا إليه أجيب بأن المراد بالجنة فيهما جنة خاصة أي تلك الجنة الخاصة الرفيعة بسبب الأعمال وأما نفس الدخول فبالرحمة فالمقابل بالعمل إنما هو زيادة الدرجات ورفع المقامات لا نفس الدخول أو أن الباء للملابسة أي أورثتموها ملابسة لأعمالكم أي لثواب أعمالكم أو للعوض والمقابلة والمعطى بعوض يعطى مجانا لا للسببية لأن المسبب لا يجود بدون السبب فالعمل نفسه لا يستحق به أحد الجنة ولا ينال به زيادة الدرجات وأيضا ما لم يكن مقبولا والقبول إنما يحصل برحمة الله لحديث البخاري لن يدخل أحدكم الجنة بعمله قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته وفي رواية لن يدخل أحدا منكم الجنة عمله ولو سلم كون الباء للسببية وأخرج الحاكم وصححه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : خرج من عندي جبرائيل آنفا فقال يا محمد والذي بعثك بالحق إن لله تعالى عبدا من عباده عبد الله عز وجل خمسمائة سنة على رأس جبل في البحير عرضه وطوله ثلاثون ذراعا في ثلثين ذراعا والبحر محيط به أربعة آلاف فرسخ من كل ناحية وأخرج له عينا عذبة بعرض الإصبع تنبض بماء عذب فتستنفع في أسفل الجبل وشجرة رمان تخرج كل ليلة رمانة يعبد الله يومه فإذا أمسى نزل فأصاب من الوضوء وأخذ تلك الرمانة فأكلها ثم قام لصلاته فسأل ربة عند وقت الأجل أن يقبضه ساجدا قال ففعل فنحن نمر عليه إذا هبطنا وإذا عرجنا فنجد له في العلم أنه يبعث يوم القيامة فيوقف بين يدي الله تعالى فيقول الرب جل جلاله ادخلوا عبدي الجنة برحمتي فيقول يا رب بل بعملي فيقول تعالى قايسوا عبدي بنعمتي عليه وبعمله فيقايسونه فتوجد نعمة البصر قد أحاطت بعبادة خمسمائة سنة وبقيت نعم الجسد فضلا عليه فيقول الرب ادخلوا عبدي النار فيخرج إلى النار فينادي يا رب برحمتك أدخلني الجنة فيقول ردوه فيوقف بين يديه

133

نام کتاب : نخبة اللآلي شرح بدأ الأمالي نویسنده : محمد بن سليمان الحلبي الريحاوي    جلد : 1  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست