responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نخبة اللآلي شرح بدأ الأمالي نویسنده : محمد بن سليمان الحلبي الريحاوي    جلد : 1  صفحه : 109


به سمي به لأنه يسحت البركة أي يذهبها والرزق بكسر الراء بمعنى الشئ المرزوق الذي قدره الله تعالى للحيوان مدة حياته وأراد بالحل المقابل للسحت والمقال مصدر ميمى بمعنى القول والمراد المقول والقالي اسم فاعل أي المبغض من القلا بالكسر هو البغض أو الترك والهجر وأراد بهم المعتزلة يعني أن الحرام عندنا يعد من الرزق كالحلال لأن الرزق اسم لما يسوقه الله تعالى إلى الحيوان لينتفع به وذلك قد يكون حلالا وقد يكون حراما وهذا أولى من تفسيره بما يتغذى به الحيوان لخلوه عن معنى الإضافة إلى الله تعالى مع أنه معتبر في مفهوم الرزق وعند المعتزلة الحرام ليس برزق لأنهم فسروه تارة بمملوك يأكله المالك وتارة بما لا يمنع من الانتفاع به وذلك لا يكون إلا حلالا ويلزمهم على الأول أن لا يكون ما يأكله الدواب رزقا وعلى الوجهين أن من أكل الحرام طول عمره لم يرزقه الله تعالى أصلا وفساده ظاهر ومبنى هذا الاختلاف على أن الإضافة إلى الله تعالى معتبرة في معنى الرزق وأنه لا رازق سواه تعالى وأن العبد يستحق الذم والعقاب على أكل الحرام ولا يستحق ذلك إلا على ارتكاب القبيح وما يكون مسندا إلى الله لا يكون قبيحا ومرتكبه لا يستحق الذم والعقاب والجواب إن استحقاق ذلك لسوء مباشرته أسبابه باختياره وخالق المليح والقبيح هو الله لا سواه ثم اعلم أن الحرام وإن كان عندنا رزقا إلا أنه أضر ما يكون على آكله في دنياه وآخرته ولذا سماه الله تعالى خبيثا بقوله ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون وقال صلى الله عليه وسلم من اكتسب مالا من حرام فأنفق منه ووصل رحمه كان ذلك إضرارا عليه أخرجه الحاكم وابن حبان ، وأخرج أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما من اشترى ثوبا بعشرة دراهم وفيها درهم من حرام لم يقبل الله عز وجل صلاته ما دام عليه ثم أدخل إصبعيه في أذنيه وقال صمتا إن لم أكن سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله وعن ابن عباس رضي الله عنهما من أكل لقمة من حرام لم يقبل الله عمله أربعين صباحا ومن اكتسب مالا من حرام فإن تصدق به لم يقبل منه وإن خلفه من بعده كان دليله إلى النار ومن أكل الحلال أربعين صباحا نور الله قلبه وأجرى ينابيع الحكمة على لسانه ومن سعى على عياله من حل كان كالمجاهد في سبيل الله وفي الحديث من حج بمال حرام فقال لبيك قال الله تعالى لا لبيك ولا سعديك وحجك مردود عليك وأخرج ابن سعد عن عمر بن عبد العزيز أنه قال يوما قد أكلت الليلة حمصا وعدسا فنفخني فقال له بعض القوم يا أمير المؤمنين إن الله تعالى يقول كلوا من طيبات ما رزقناكم فقال عمر هيهات هيهات ذهبت به إلى غير مذهبه إنما

109

نام کتاب : نخبة اللآلي شرح بدأ الأمالي نویسنده : محمد بن سليمان الحلبي الريحاوي    جلد : 1  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست