نام کتاب : موسوعة العقائد الإسلامية نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 168
" العَقلُ والعِلمُ مَقرونانِ في قَرن لا يَفتَرِقانِ ولا يَتَبايَنانِ " . ( 1 ) وعلى هذا الأساس لا يوجد ثمّة فارق بين العالم والعاقل ، وذلك لأنّ العاقل عالم ، والعالم عاقل ، حيث قال تعالى في كتابه الكريم : ( وَتِلْكَ الأَمْثَلُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إلاَّ الْعَالِمُونَ ) . ( 2 ) أمّا في الاستخدام الثاني فهنالك تفاوت بين العاقل والعالم ، والعلم بحاجة إلى العقل ، فقد يكون هناك عالم ولكنّه غير عاقل ، وإذا اقترن العلم بالعقل كان ذا فائدة للعالِم وللعالَم . أمّا إذا تجرّد من العقل فلا خير فيه ، بل ولا يخلو في مثل هذه الحالة من الضرر والخطر . خطر العلم بلا عقل قال الإمام علي ( عليه السلام ) في هذا المعنى : " العَقلُ لَم يَجنِ عَلى صاحِبِهِ قَطُّ ، وَالعِلمُ مِن غَيرِ عَقل يَجني عَلى صاحِبِهِ " . ( 3 ) وفي عالم اليوم تطوّر العلم غير أنّ العقل تناقص ، والمجتمع الحالي يمثّل مصداقًا لمقولته ( عليه السلام ) حين يقول : " مَن زادَ عِلمُهُ عَلى عَقلِهِ كانَ وَبالاً عَلَيهِ " ، وهو أيضًا مصداق لهذا البيت : إذا كنت ذا علم ولم تكُ عاقلاً * فأنت كذي نعل وليس له رجلُ ( 4 ) لقد أصبح العلم في العصر الراهن - نتيجة لابتعاده عن العقل - سببًا لاضطراب المجتمع البشري مادّيًا ومعنويًا وفسادهِ وانحطاطهِ ، بدلاً من أن يكون عاملاً