responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 586


عبوديتهم ، وخدام سبقت خدمتنا خدمتهم .
فأن أمرنا بتقبيل بنائهم ، أو تعظيم أبنائهم ، أو التماس دعائهم ، فعلنا امتثالا لأمر ربنا ، كما صنعنا ذلك في أحجار الكعبة وأركانها . وإن نهانا تركنا ، إذ لا خوف إلا من الله ، ولا رجاء إلا له .
وأما قولك : إنه قد ورد في الحديث عن الصادق الصدوق ، قال : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فأن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ) [1] .
وفي الحديث الثاني ، قال : إفترقت اليهود والنصارى عن اثنين وسبعين فرقة ، وستفترق هذه الأمة عن ثلاثة وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا واحدة . وسئل عن الواحدة ، فقال : ما أنا عليه اليوم وأصحابي [2] ( انتهى ) .
أقول : اللهم إني رضيت بسنة الخلفاء الراشدين حكما ، وما عليه أصحاب محمد متمسكا وملتزما ، فأحل ما أحلوه ، وأفعل ما فعلوه . وهذه أقوالهم وسيرتهم في هذه الرسالة أوضحتها ، فلا أزيغ عنها ، ولا أبعد مسافة منها ، فتتبع ما رويت من أخبارهم ، وما نقلت من آثارهم ، رزقني الله وإياكم حلاوة الأنصاف ، وجنبنا مرارة الجدال والاعتساف .
وأما قولك : ( فلا تغتر بالكثرة وهذا الثابت عن نبيك ، والله يقول : ( وقليل من عبادي الشكور ) [3] وقال : ( إن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ) [4] .
وفي الحديث : إن بعث الجنة من الألف واحد ، فأنت اختر لنفسك ، والمهدي من هاده الله ) ، إنتهى .
أقول : يا أخي ، الوصية مشتركة بيني وبينك ، فالذي علي ألا تأخذني حمية الآباء والأجداد ، وحب الطريقة المأنوسة بين العباد ، بل أنظر بعين البصيرة وإخلاص السريرة .
وأما أنت فأني أخشى عليك من حب الانفراد ، حتى لا تكون كبعض الآحاد ، فأن الأصابع لم تزل ممدودة إلى من ركب جادة غير معهودة ، وقد ورد في المثل : ( خالف تعرف ) .



[1] سنن الترمذي : 5 / 2676 ، وسنن أبي داود : 4 / 4607 ، وسنن ابن ماجة : 1 / 42 .
[2] كنز العمال : 1 / 1060 .
[3] القرآن الكريم : 34 / 13 ( سورة سبأ ) .
[4] القرآن الكريم : 6 / 116 ( سورة الأنعام ) .

586

نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 586
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست