نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء جلد : 1 صفحه : 587
ثم إني - والله - أخشى عليك من جهة أنك كنت خالي البال ، بعيد عن هذه المحال فوردت عليك شبهات لم تستطع ردها ، وخيالات لم تبلغ حدها ، فكان الحال كما قال : ( صادف قلبا خاليا فتمكنا ) [1] . وأما اليوم ، فليس لك عند الله عذر ، فقد علمت بالأخبار ، وسمعت بطريقة الخلفاء الأبرار ، فأجد نظرك ، واستعمل فكرك ، واخلع عن نفسك ربقة التقليد ، واطلب من ربك التأييد والتسديد . ثم ما ذكرت إنما يدل على أن الحق مع القليل من المكلفين لا من المسلمين ، فأن أكثر أهل الأرض كفار من يهود ، ونصارى ، ومشركين ، وجاحدين ، وغيرهم ، حتى أن نسبة إقليم المسلمين إلى سائر الأقاليم أقل قليل . فنحن نقول بأن من أطاع أكثر الخلق ضال ، لأن أكثر الناس من أهل الكفر والضلال ، وان الشكور قليل ، وان بعث أهل الجنة من الألف واحد ، ولو استندت في هذا إلى حديث الفرق ، فوحدة الفرقة لا تنافي زيادة أفرادها على ألف فرقة . والحق أنه لا ملازمة بين القلة والكثرة ، وبين الحق والباطل ، فكم من قليل هدي إلى الصواب ، وكثير حل عليه المؤاخذة والعقاب ، وكم قد انعكس الأمر في هذا الباب ، والمدار على طلب العصمة والنجاة من رب الأرباب ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . تمت علي يد أقل العباد عملا ، وأكثرهم زللا محمد قاسم ابن شيخ محمد بن حمزة الدلبزي في سنة ألف ومائتين وعشرة . < / لغة النص = عربي >
[1] إشارة إلى قول القائل : عرفت هواها قبل أن أعرف الهوى * فصادف قلبا خاليا فتمكنا
587
نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء جلد : 1 صفحه : 587