نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء جلد : 1 صفحه : 585
أقول : إن كان المدار على الصور دون الحقائق ، فسجود الملائكة لآدم ، وسجود يعقوب ليوسف ، قاض بأنهما عبدا غير الله . وإن قلت : بأن تعلق إرادة الشرع دفعت المنع . فقد أوردنا من الأخبار وكلام الصحابة ما يفيد عدم المنع ، من أمثال الصور التي ذكرت . ثم بالله عليك أنصف ، ما الفرق بين قول الصديق لصاحبه في السجن ( أذكرني عند ربك ) [1] وبين قولنا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( اذكرني عند ربك ) . ثم كيف باستغاثة ولي موسى [2] ولم يحكم عليه بالكفر ؟ ! ثم كيف باستطعام موسى والخضر أهل القرية [3] ؟ ثم كيف يقول أصحاب موسى ( لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك ) [4] ثم ما معنى قول الأسباط ليعقوب ( إستغفر لنا ذنوبنا ) فقال : ( سوف أستغفر لكم ربي ) [5] ؟ ! وعلى كل حال إن أريدت الحقائق في الاستغاثات والدعوات وغيرها ، ففي ذلك خروج عن طريقة الإسلام ، وإلا فلا بأس ، وإلا للزم ألا يخرج من الكفر أحد من العالم ، ولا يمكنك والله ولا يسعك إلا أن تقول إنما يراد دعاء خاص ، واستغاثة خاصة ونحو ذلك ، فيرتفع المحذور . وأما من قصد حقيقة العبادة مع غير الله ، ليتقرب إلى الله زلفى ، أو لغير ذلك ، فهو خارج عن ربقة الإسلام . وما ذكرتم من أنا نفرق بين الصالحين وغيرهم ، فمعاذ الله أن نفرق بين من يعبد موسى أو محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ، أو يناديهم ويدعوهم ، أو يستغيث بهم أحياء وأمواتا ، ويلجأ إليهم على أن لهم الأمر أو ليقربوه زلفى ، وبين من يعبد فرعون ، وهامان ، وإبليس . أين النفوس المقرونة بالأبدان التي تتغير من أدنى حوادث الزمان ، ولا زالت موردا للأمراض ، ومحلا للأغراض ، لا تدفع شيئا من حوادث الدهور ، وليس لها في كل الأمور من أمر من رتبة المعبود . ومن لا يصلح لغيره الركوع والسجود ، إنما هم عبيد زادت علينا
[1] القرآن الكريم : 12 / 42 ( سورة يوسف ) . [2] إشارة إلى الآية ( 15 ) من سورة القصص : ( فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه ) . [3] إشارة إلى قوله تعالى في سورة الكهف ، الآية 77 : ( فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها ، فأبوا أن يضيفوهما ) . [4] القرآن الكريم : 2 / 61 ( سورة البقرة ) . [5] القرآن الكريم : 12 / 97 ( سورة يوسف ) .
585
نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء جلد : 1 صفحه : 585