responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 577


مثابا .
ومن طاف بين ( المروتين ) ، عملا بالكتاب وسنة سيد الثقلين ، لم يكن عليه مؤاخذة في البين .
وطوائف المسلمين بأجمعهم لا يتبرك منهم أحد بقبر أو غيره ، إلا أنه بزعم أنه مأمور من الله ، ومن تبرك قاصدا للعبادة ، فهو خارج عن ربقة المسلمين .
ومن البين المعلوم أنه لو أمر ( المولى ) عبده بالتبرك بثياب عبده المقرب ، أو مكانه ، أو قبره ، فأمتثل ، كان مطيعا لمولاه ، لا للعبد الذي قربه وأدناه .
فأقسمت عليك بمن جمع بيننا في كلمة الإسلام ، وألف بين قلوبنا في هذه الأيام ، أن تنفرد عن الأصحاب إذا ورد عليك ( الكتاب ) ، وترى نفسك كأنك الآن خلقت من تراب ، وتبذل الجهد في تمييز الخطأ من الصواب ، فأنه - والله [1] - لا حاجة بنا إلا إليه ، ولا إعتماد لنا إلا عليه .
وليس لنا مع الأنبياء والأولياء قرابة نسب ، ولا لهم علينا ما نخاف منه الطلب ، وإنما عظمناهم لأمر الله ، وأخذنا بأقوالهم عملا بقول رسول الله ، وما أبرء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي .
وكشف الحال على وجه يدفع ما قيل أو يقال : إن التواضع والتبرك والأكرام والاحترام لما هو معظم عند الملك العلام من تعظيم الله ، كما أن قرآنه وبيته ، ومساجده لانتسابها إليه ، احترام له تبارك وتعالى . فمن عظم عيسى ومريم وعزير لعبوديتهم ، وقرب منزلتهم ، فهو معظم لله .
كما أن من عظم بيت السلطان وعبيده وغلمانه وأتباعه من حيث التبعية ، يكون معظما للسلطان . وأما من ( وجدها ) قابلة للتعظيم ، وأهلا له من حيث ذاتها لا لأجل العبودية والتابعية ، وإن كان غرضه التقريب زلفى ، إنما يكون معظما لها ، لا للسلطان .
وإني منذ ثلاثين حجة أنظر في حال طوائف المسلمين ، محقيهم ومبطليهم ، فلم أجد أحدا يعظم كتابا ، أو نبيا ، أو مكانا ، أو عبدا صالحا من غير قصد قربة من الله ، أو انتسابه إليه ، فقد ظهر أن هذا كله من باب طاعة الله وتعظيمه .
وأما عبدة الأصنام والعباد الصالحين ، فأنما أرادوا عبادتهم حق العبادة ، كأن يصلوا



[1] في النسخة المطبوعة : فأنا وأنت .

577

نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 577
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست