responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 578


لهم ، ويصوموا ويكون ذلك لاستحقاقهم بربوبيتهم في أنفسهم ، أو للتقريب زلفى ، فهي عبادة حقيقية على الوجهين .
وعلى كل من الاحتمالين على أني ذكرت مكررا أنهم عاندوا الرسل ، وكذبوهم ، واستهزؤا بهم ، وقالوا أيضا : لا طاقة لنا بعبادة الله ، وإنما نعبد الأصنام لأن عبادتهم مقدورة لنا ، وهم يقربونا إلى الله زلفى ، ولقد نقلت رواية مشتملة على ذلك المعنى في مقام آخر . فالفرق بين الأمرين أوضح مما يرى رأي العين .
فبحق من شق لك السمع والبصر ، وسلطك على طوائف من الأعراب والحضر ، أن توجه ذهنك الوقاد ، وفكرك النقاد ، صافيا عن ملاحظة العصبية والعناد ، وتجعل مناظرتنا كأنها حين حلولنا في المقابر ، وانصرفنا عن مرارة الدنيا ، طالبين للنعيم الفاخر ، وحضورنا يوم فصل القضاء بين يدي جبار الأرض والسماء ، وكأن الملائكة بيننا شهود ، وقد حضرنا في اليوم الموعود ، وقد فارقنا الأموال والأولاد ، وانقطعنا إلى رب العباد .
اللهم إجمع بيننا بالحق ، واعصمنا عن الميل إلى رضا الخلق .
الباب الرابع في بناء قبو الأنبياء والأولياء وتعميرها وتعلية بنائها وتشييد أركانها لا يخفى على من أمعن النظر ، وتتبع الآثار والسير ، أن الأزمنة مختلفة الأحوال بالنسبة إلى جميع الأقوال والأفعال ، فرب شئ كان في قديم الزمان في أعلى مراتب الاستحسان ، فانعكس وصار أدنى ما يكون أو كان .
وحيث أن الشارع حكيم ، وبالعباد رحيم ، يراعي أحوالهم ، ففي مبدأ الإسلام لما كان المعاش ضيقا ، والأسعار متصاعدة في المآكل والملابس ، حافظ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، والصحابة في أيامهم على المآكل الجشبة ، والملابس الخشنة أو الخلقة ، لئلا تنكسر قلوب الفقراء ، ولتطيب نفوسهم ، فأنهم إذا رأوا سيد الجميع لابسا رث اللباس ، وآكلا أدنى المأكول ، استقرت نفوسهم ، واطمئنت قلوبهم ، وارتفعت كدورتهم .
ثم لما توسعت أحوال الناس ، وقوي الإسلام ، ورخصت الأسعار ، استعمل الأكثر من الخلفاء أحسن الملبوس ، وأكلوا أطيب المأكول ، وهذا التعليل مستفاد من الأخبار أيضا .

578

نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 578
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست