نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء جلد : 1 صفحه : 575
وروي عن يحيى بن سعيد شيخ مالك أنه حينما أراد الخروج إلى العراق ، جاء إلى المنبر ، وتمسح به . وقال السبكي : منع التمسح بالقبر ليس مما قام الاجماع عليه . وأستدل بما رواه يحيى بن الحسن ، عن عمر بن خالد ، عن أبي نباته ، عن كثير بن يزيد ، عن المطلب بن عبد الله ، قال : أقبل مروان بن الحكم ، فإذا رجل ملتزم القبر ، فأخذ مروان برقبته وقال : ما تصنع ؟ ! فقال : إني لم آت الحجر ولا اللبن ، إنما جئت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . وذكر رواية أحمد ، قال : وكان الرجل أبا أيوب الأنصاري . ونقل هذه الرواية أحمد ، وزاد فيها : أنه قال : سمعت رسول الله يقول : لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله ، ولكن إبكوا عليه إذا وليه غير أهله . وعن أبي الدرداء أن بلالا رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المنام ، فقال له : ما هذه الجفوة يا بلال ، أما لك أن تزورني ؟ ! فانتبه حزينا خائفا ، فركب راحلته ، وقصد المدينة ، فأتى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فجعل يبكي عنده ، ويمرغ وجهه عليه ، إلى أن ذكر حضور الحسنين وبكاء أهل المدينة ، وأذان بلال ، قال : فما رئي أكثر باكيا ولا باكية بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من ذلك اليوم . وذكر ابن حملة أن ( بلالا ) وضع خديه على القبر ، وأن ابن عمر كان يضع يده اليمنى عليه . ونقل عن مالك ، والزعفراني تحريمه ، وهو الظاهر من كلام أنس بن مالك ، حيث قال : ما كنا نعرفه . وكيف كان كيف يدعى المس والتبرك عبادة مع أنه أبعد من التعظيم ، وقضية الذم على عبادة يعوق ويغوث ونسر ، ليس من جهة التبرك ، كما نص عليه المفسرون [1] ، حيث قالوا : تبركت الآباء فانتهى الأمر إلى عبادة الأبناء ، فوقع الذم على الأبناء . وتحقيق الحال : أن التقبيل على أنحاء : منها : تقبيل المحبة ، لأن من أحب شخصا أحب مكانه ، وثيابه ، وداره ، ومزاره ، فلا يكون تقبيل الأعتاب ، والجدران ، والأبواب إلا كتقبيل بعض ثياب الأحباب ، فهو من قبيل قوله :