responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 554


أريد بها الاستغاثة به ، فيكون هذا أولى في بيان ذل المستغيث ، وإنه لا يرى لسانه أهلا لأن يجري عليه اسم المولى ، ولهذا ترى أن طاعة الله تذكر بعدها طاعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ورضاه يذكر بعد رضى الله ورسوله ، وإذا انفردت أحداهما دخلت فيها الأخرى .
روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن يطع الأمير فقد أطاعني ، ومن يعص الأمير فقد عصاني [1] .
وكيف يستغاث حقيقة بمن لا يدفع عن نفسه ضرا ولا شرا ، ولا يملك رزقا ، ولا موتا ، ولا حياة ولا نشورا ، المبدئ من تراب ، ثم نطفة مودعة في الأصلاب ، ثم جسم معرض للبليات ، ثم بعدها يكون من الأموات .
وإنما شرفه بالعبودية والانقياد للحضرة القدسية ، ولولا أمر الله ما سمع له كلام ، ولا رفع له مقام ، وليس بيننا وبينه ربط سوى أمر الملك العلام .
فليس المراد بالاستغاثة إلا طلب الدعاء من المستغاث به ، لما في الحديث القدسي :
يا موسى ادعني بلسان لم تعصني فيه ، يا رب وأين ذلك ؟ فقال : لسان الغير .
فالمستغيث إن طلب أصالة واستقلالا من المستغاث به ، كان معولا عليه في كل أمر يرجع إليه ، وإلا فالمستغاث به حقيقة هو الذي تنتهي إليه الأمور .
وكذلك الدعاء إن قصد أن المدعو هو الفاعل المختار الذي تنتهي إليه الأشياء ، فذلك كفر برب السماء ، وإن أريد المجاز ، فلا يدخل تحت حقيقة الدعاء .
ولا ريب أن كل من قال لشخص : أعني على بناء الدار ، أو قضاء الدين ، أو قال :
أعطني ، أو غير ذلك ، بقصد الدعاء ، أعني : طلب المربوب من الرب ، فهو كفر وإشراك . وإن قصد الطلب لا على ذلك النحو ، لم يكن كفرا .
ولو كان المدار على هذه الصورة ، لكفرت الخلائق من يوم آدم إلى يومنا هذا ، بل صدور هذه العبارات عن الأنبياء والأوصياء أبين من الشمس .
وكذلك ( الاستجارة ) ، و ( الندبة ) ، ونحوهما ، فأن كانت على الطور المعهود ، كقوله تعالى : ( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره ) [2] ( فاستغاثه الذي من شيعته على



[1] صحيح البخاري ( كتاب الجهاد ) ، باب 109 ، صحيح مسلم ( كتاب الأمارة ) ، باب 23 ، سنن النسائي ( كتاب البيعة ) ، باب 27 ، ابن ماجة ( المقدمة ) ، باب ( 1 ) . وقد رويت ( الأمام ) ، ( أميري ) .
[2] القرآن الكريم : 9 / 6 ( سورة التوبة ) .

554

نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 554
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست