نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء جلد : 1 صفحه : 553
صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال : يا محمد استسق لأمتك فسقوا [1] . وروى الطبراني ، وابن المقري ، وأبو الشيخ أنهم كانوا جياعا ، فجاءوا إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا : يا رسول الله الجوع ، فأشبعوا . وروى البيهقي عن مالك الدار خازن عمر رضي الله عنه ، قال : أصاب الناس قحط ، فذهب إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : استسق لأمتك فقد هلكوا ، فأتاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المنام ، وقال له : قل لعمر أنهم سقوا . ومن ذلك قوله تعالى : ( فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه ) [2] . وعن معاذ أنه لما كان في اليمن جاءه نعي النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فرجع وهو يقول : يا محمداه ، يا أبا القاسماه ، وبقي على ذلك برهة من الزمان . وفيه ظهور بالاستغاثة . وعن أبي بكر بن محمد بن الفضل أن ( بلالا ) لما أخذ في النزع ، قالت امرأته : واويلاه واحزناه ، فقال لها : لا تقولي واحزناه ، فأني قصدت الذهاب إلى محمد ، وحزبه . وروى الكازروني ندبة الزهراء عليها السلام ، وروى ندبة معاذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم . وعن النعمان بن بشير ، قال : أغمي على عبد الله بن رواحة ، فجعلت أخته عمرة تبكي وتقول : وا جبلاه [3] . وما روي عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه ما من ميت يموت ، فيقوم باكيه ويقول : وا جبلاه ، وا سيداه إلا وكل الله به ملكين يلهزانه ويقولان له : أكان هكذا . فمبني على النهي عن العزاء والبكاء . وفي قصة إدريس أن المطر انقطع عن قومه عشرين سنة ، فجاؤوا إليه يدعو لهم . وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن ملكا غضب الله عليه ، فأهبط من السماء ، فأتى إدريس ، فاستشفع به ، فدعا له ، فأذن له في الصعود ، فصعد . وفي الحقيقة أن المستغيث بالمخلوق إن أراد طلب الدعاء والشفاعة من المستغاث به ، فلا بأس به ، وإن أراد إسناد الأمور بالاستقلال إليه ، فالمسلمون منه براء . على أنا بينا فيما سبق أن الاستغاثة بدار ( زيد ) ، وصفاته ، وغلمانه ، وخدمه ، ربما
[1] سنن البيهقي : 3 / 326 . [2] القرآن الكريم : 28 / 15 ( سورة القصص ) . [3] سنن البيهقي : 4 / 64 .
553
نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء جلد : 1 صفحه : 553