نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء جلد : 1 صفحه : 555
الذي من عدوه ) [1] ( فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض ) [2] فلا محيص عن القول بجوازه . فتفاوت العبارات باختلاف النيات . فمن كان داعيا دعاء الأصنام وسائر الأرباب ، أو مستغيثا كذلك ، فهو كافر مشرك . وإن أراد المتعارف بين سائر الناس ، فليس به بأس . فبحق من شق سمعك وبصرك ، أن تمعن في هذا المقام نظرك ، وتصفي نفسك عن حب الانفراد ، كما يلزمنا التخلية عن حب متابعة الآباء والأجداد . ولا فرق بين الأحياء والأموات ، لأن من استغاث بالمخلوق أو استجار ، على أنه فاعل مختار ، فقد دخل في أقسام الكفار ، فالاستغاثة بعيسى أو بمريم ، حيين أو ميتين ، تقع على القسمين . واعتقاد أن الميت يسمع أو لا يسمع ، ليس من عقائد الدين التي تجب معرفتها على المسلمين ، فمن اعتقدها : فأما أن يكون مصيبا مأجورا ، أو مخطأ معذورا . ومن ذلك القبيل الألفاظ التي تفيد الرجاء ، والتوكل ، والاعتماد ، والتعويل ، والالتجاء ، والاستغاثة بغير الله ، فأن هذه العبارات لو بني على ظاهرها لم يبق في الدنيا مسلم ، إذ لا يخلو أحد من الاستعانة على الأعداء ، والاعتماد على الأصدقاء ، والالتجاء إلى الأمراء ، ونحو ذلك . إلا أنه إن قصد الملتجأ إليه والمعول عليه من المخلوقين له اختيار وتدبير في العالم لنفسه لا عن أمر الله ، فذلك كفر بالله ، وإلا فلا بأس . ومما يناسب نقله في هذا المقام ما نقله القتيبي ، قال : كنت جالسا عند قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجاء أعرابي ، فسلم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم أنشأ يقول : يا خير من دفنت بالقاع أعظمه * فطاب من طيبهن القاع والأكم نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه * فيه العفاف ، وفيه الجود والكرم ثم قال : ها أنا ذا يا رسول الله ، فقد ظلمت نفسي ، وأنا أستغفر الله وأسألك يا رسول الله أن تستغفر لي . قال القتيبي : ثم نمت ، فرأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المنام ، فقال : يا قتيبي أدرك الأعرابي وبشره أنه قد غفر الله له ، قال : فأدركته وبشرته .
[1] القرآن الكريم : 28 / 15 ( سورة القصص ) . [2] القرآن الكريم : 2 / 61 ( سورة البقرة ) .
555
نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء جلد : 1 صفحه : 555