نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء جلد : 1 صفحه : 552
وروى عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : إن من حلف بغير الله فقد كفر . أو ينزل هذا على المبالغة ، كما ورد في كثير من فعل المعاصي وترك الواجبات ، وما عدا هذا القسم والذي قبله بناؤه على الكراهة ، إذ لو كان حراما ما صدر من الصحابة بمحظر من الناس ، ولم ينكر عليهم . مضافا إلى أنه مما توفر الدواعي على نقله ، ولو كان محرما للهجت به ألسنة الخطباء والوعاظ ، ولم يخف على الصبيان ، فضلا عن العلماء الأعيان ، وليس الغرض المهم سوى دفع الكفر عن الناس إذا صدر منهم مثل ذلك . وتفصيل الحال : أن القسم والعهد بغير الله إن قصد بهما ذو العزة والجلال ، والعلو فوق كل عال ، كما يحلف المربوب بربه ، فذلك كفر وإشراك . وإن قصد ترتب الأحكام عليه من إثبات حقوق الناس ، ولزوم الكفارات ، فذلك تشريع وعصيان ، إلا من أثبت ذلك بزعم الدليل والبرهان ، وإن رأى وجوب العمل بذلك لمجرد الأكرام ، لأن عدم العمل ينافي الاحترام ، فلا أرى فيه بأسا في المقام . وإن أريد به مجرد التأكيد من دون ترتب بشئ من الأحكام ، فأولى بالدخول في المباح ، والخروج من الحرام . وإن وقع لغوا ، وهذرا من غير قصد ، فلا يعد من الأيمان ، ولا مدار عليه في شئ كائنا ما كان ، والله الموفق . المقصد السادس في الاستغاثة لا يخفى أن الاستغاثة بالمخلوق على أنه الفاعل المختار مدخل للمستغيث في أقسام الكفار ، وإنما المراد منه طلب الشفاعة ، وسؤال الدعاء . وقد روى النسائي ، والترمذي في حديث الأعرابي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم علمه قول : يا محمد إني توجهت بك إلى الله ، ونحوه ما في حديث ابن حنيف [1] . وروى البيهقي في خبر صحيح أنه في أيام عمر رضي الله عنه جاء رجل إلى قبر النبي
[1] سنن الترمذي ( كتاب الدعوات ) ، باب 118 ، وسنن ابن ماجة ( كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها ) ، باب 189 ، حديث 1385 . وابن حنيف هو عثمان بن حنيف الأنصاري ، سكن الكوفة ، ومات في خلافة معاوية .
552
نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء جلد : 1 صفحه : 552