نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء جلد : 1 صفحه : 550
وفي كلام له آخر : وأما تحذيرك إياي أن يحبط عملي وسابقتي في الإسلام ، فلعمري لو كنت الباغي عليك لكان لك أن تحذرني ذلك . وفي كتاب معاوية : فأن كنت أبا حسن إنما تحارب عن الأمرة والخلافة ، فلعمري لو صحت خلافتك لكنت قريبا من أن تعذر في حرب المسلمين . وقد وقع هذا القسم بلفظ ( لعمري ) في كلام الصحابة والتابعين ، في نثرهم وشعرهم كثيرا ، بحيث يتعذر ضبطه . وعن بعض أهل البيت أن واحدا من أصحابه حلف عنده : وحق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحق علي ما فعلت ( كذا ) ، وأقره على ذلك . وفي حديث طلحة : إن رجلا من أهل ( نجد ) جاء يسأل عن الإسلام ، فقال : أفلح الرجل - والله - إن صدق [1] . وفي شرح مصابيح الطيبي عنه صلى الله عليه وآله وسلم : أفلح الرجل وأبيه - والله - . وحمل على أنها لم يرد بها حقيقة القسم ، وإنما تجري على اللسان لمجرد التأكيد . وروى نصر بن مزاحم [2] ، عن رجاله ، عن عمرو بن العاص أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقول لعمار : تقتلك الفئة الباغية ، وكان ذكره لأهل الشام قبل وقعه ( صفين ) بعشرين سنة فسمعه عبد الله ابن عمر العبسي ، وكان أعبد أهل زمانه ، فخرج ليلا وأصبح في عسكر علي عليه السلام ، فحدث الناس بقول عمرو ، وقال شعرا : والراقصات بركب عابدين له * إن الذي جاء من عمرو لمأثور ما في مقال رسول الله في رجل * شك ، ولا في مقال الرسل تحبير ومن الشعر المنقول عن علي بن الحسين قوله : ( نحن وبيت الله أولى بالنبي ) . وكم للصحابة والتابعين من حلف بشيبة رسول الله ، وضريحه وعينيه ، وتربته ، وليس هذا من القسم الحقيقي في شئ ، إذ المراد مجرد التأكيد والتثبت دون حقيقة القسم التي هي مدار القضايا والحكومات ، وتدور عليها ما لزم من الكفارات .
[1] صحيح البخاري ( كتاب الأيمان ) حديث 3 ، وسنن أبي داود ( كتاب الصلاة ) حديث 1 ، سنن النسائي ( كتاب الصلاة ) حديث 4 ، سنن الدارمي ( كتاب الصلاة ) حديث 208 . [2] وقعة صفين لنصر بن مزاحم : 343 .
550
نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء جلد : 1 صفحه : 550