نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء جلد : 1 صفحه : 549
لم يكن ذلك السجود إلا عبادة للملك الجبار ، لأن الطاعة لللآمر لا لمن يكن له في ذلك الأظهار . ولو أن الناظر لصور الكواكب وهيئة الأفلاك ، تدبرها تفكرا في عظمة الخالق ، وسجد ، كان عابدا لمدبرها . ثم ليس المراد بالعبادة مجرد الخضوع والتذلل ، كما هو المعنى القديم ، بل يراد معنى جديد ، وهو التذلل الخاص ، على شرط أن يكون في كمال الصفاء والإخلاص . وعلى فرض أن يصدر من بعض أعوام المسلمين ، لعدم قربهم من محال العلماء العاملين . فلا ينبغي معاملة الجميع بهذه المعاملات ، والبناء على نسبتهم إلى الشرك من دون قيام البينات . فقف يا أخي في مواضع الشبهات ، لئلا تقع في الهلكات . وإني - والله - فرح مسرور بدفعك عن أبناء السبيل كل محذور ، وأمرك بالصلاة والصيام ، وإنفاذ ما شرع النبي ( صلى الله عليه ) من الأحكام ، إلا أني أخشى عليك أن تأخذ العالم بذنب الجاهل ، والمنصف بورطة المعاند المجادل . وفقنا الله لطريق الصواب ، والفوز برضاه في يوم الحساب ، فأنه أرحم الراحمين . المقصد الخامس في القسم بغير الله لا يرتاب مسلم في أن القسم بغير الله ، على وجه إرادة صاحب العظمة والكبرياء والملكوت والقدرة والجبروت ، باعث على الخروج عن ربقة المسلمين . وأما إرادة مجرد التأكيد ، فلا يلزم منه كفر ولا إشراك بديهة ، إذ ليس مدار الكفر على مجرد العبارات ، ويدل على ذلك أنه قد ورد القسم بغير الله متواترا في كلام الصحابة والتابعين ، بل في كلام خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم . ففي كتاب علي عليه السلام إلى معاوية : لعمري لأن نظرت بعقلك دون هواك ، لتجدني أبرأ الناس من دم ( عثمان ) [1] .