نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء جلد : 1 صفحه : 539
وروى عبد الله بن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : إن قتال المسلمين كفر [1] . وعن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : إن نسبة المسلم إلى الكفر كفر [2] . وعن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم [3] . وعن ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فأن فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم ، وحسابهم على الله [4] . وعن أنس أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من صلى صلاتنا ، واستقبل قبلتنا ، وأكل ذبيحتنا ، فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله [5] . إلى غير ذلك من الأخبار . وليس غرضي أنه لا طريق للكفر سوى ذلك ، ولكن يستفاد منها أنه بعد إظهار الشهادتين يبنى على الإسلام ما لم يعلم شيئا ينافيه ، ولا حاجة إلى التجسس ، بل نهى الله تعالى عنه . وبيان الأمر على التحقيق : هو أنه قد علم أن لسان الشارع جار على نحو لسان العرب ، ففيه حقائق ، ومجازات ، واستعارات ، وكنايات ، وخطابات ، تشتمل على المبالغات ، كما أن لساننا يشتمل على ذلك من غير إنكار ، فأن الذنب إذا صدر من شخص وأردنا استعظامه ، صح لنا أن نسميه كفرا ، وأن نسمي فاعله كافرا . ولا يزال ذلك يقع على مرور الأزمان من أيام النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى هذا الآن ، مع أنه ليس في ذلك إنكار ، بل قد يعد من أفعال الأبرار ، على أن كل من صدر منه ذنب ولو صغير ، لم يف بجزاء نعم اللطيف الخبير . فاطلاق الكفر لعله من باب الكفر ببعض النعم الذي هو كفر صغير . على أن أنظار الأنبياء والأولياء ليس إلى المعاصي ، حتى يكون فيها صغير وكبير ، بل إلى من عصاه الناس وهو اللطيف الخبير .
[1] صحيح مسلم : 1 / 81 . ( باب بيان قول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ) . [2] صحيح مسلم : 1 / 79 . ( باب بيان حال ايمان من قال لأخيه المسلم يا كافر ) . [3] مسند أحمد بن حنبل : 2 / 465 . [4] صحيح مسلم : 1 / 53 ، حديث 36 . [5] النسائي ( باب المناسك ) ، حديث 211 .
539
نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء جلد : 1 صفحه : 539