نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء جلد : 1 صفحه : 525
مقعده من النار [1] . وحديث ( ولا يقوم الرجل ) ، ظاهره اختصاص الجالس مجالسه ، وربما ينزل ما دل على كراهته كذلك على نحو كراهته لملاذ الدنيا ، وزهده في القيام كزهده في مباحاتها . فقد روى أبو سعيد الخدري أن سعدا جاء على حمار ، فلما دنا من المسجد ، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم للأنصار : قوموا إلى سيدكم [2] . وعن عائشة قالت : كنت جالسة متربعة ، فجاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأردت القيام ، كما هي عادتي عند دخوله ، فمنعني [3] . فأن فيه دلالة على أن ذلك كان معتادا لها ، ولعل هذا المنع كان لسبب خاص ، أو كزهد الدنيا ، وكسر النفس . وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه لما قدم جعفر مبشرا بفتح خيبر ، قام ، فقال : ما أدري بأيهما أنا أشد فرحا ، أبقدوم جعفر أم بفتح خيبر [4] . وقيام الاحتمال في هذه الأخبار لا يمنع الاستناد إليها كما لا يخفى على أولي الأنظار مع ما ورد في الأخبار الكثيرة ، من استحباب تعظيم المؤمن ، ويدخل في تعظيم شعائر الله على نحو ما ورد في التفاسير المعتبرة . وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يجلس معنا في المسجد يحدثنا ، فإذا قام قمنا لقيامه ، حتى نراه دخل بعض بيوت أزواجه . وعن واثلة [5] قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إن للمسلم لحقا إذا رآه أخوة تزحزح له ، رواه البيهقي في شعب الايمان [6] .
[1] سنن أبي داود ( كتاب الأدب ) ، حديث 4552 ، وسنن الترمذي ( كتاب الأدب ) ، حديث 2679 . [2] سنن أبي داود ، حديث 5216 . [3] أيضا ، حديث 5217 . [4] علق العلامة الشيخ قاسم الدلبزي ( ناسخ الكتاب ) على هذا الموضوع بقوله : ( لقائل أن يقول : إن حديث ( جعفر ) ليس فيه دلالة على المطلوب لأن قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( ما أدري أنا بأيهما أشد فرحا ) لا دلالة فيه لاحتمال أن يكون من جمعة الفرح ، يعني ما أدري فرحي لقدوم جعفر ، أو لفتح خيبر ، لأن مطلوبنا القيام ، وهذا لا دلالة فيه على أن القيام كان من النبي لجعفر من جمعة فرحه بفتح خير . وذلك حديث أبي هريرة ، وحديث واثلة لأن قول الأصحاب ( قمنا قياما ) ، حتى قوله ( دخل بيوت بعض أزواجه ) لا دلالة فيه على أنهم قائمين - هكذا وردت في الأصل - له صلى الله عليه وآله وسلم ، وكذا قوله في حديث واثلة : ( فإذا رآه أخوه تزحزح له ) لاحتمال أن يكون التزحزح ، والتفسح بمعنى واحد . والمنكر لا ينكر التفسح ) . [5] واثلة بن الأسقع بن كعب ، توفي سنة 83 ه / 702 م بدمشق عن ( 105 ) سنين . [6] سنن البيهقي ، ( كتاب شعب الأيمان ) .
525
نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء جلد : 1 صفحه : 525