نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 92
إسرائيل كل شئ ، لذلك يكون طلب موسى ( عليه السلام ) من لسان قومه نتيجة لإصرارهم وضغطهم عليه ، وحينما أرسل الله الزلزلة والصاعقة إلى المرافقين لموسى والبالغ عددهم سبعين نفرا وهلاكهم ، قال موسى ( عليه السلام ) مخاطبا ربه : * ( أتهلكنا بما فعل السفهاء منا ) * [1] . فأجابه الله تعالى : * ( لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين ) * [2] . فالتجلي الإلهي على الجبل ، لأجل رؤية الآثار الإلهية ، كأمواج الصاعقة الشديدة ، التي أدت إلى تلاشي الجبل ، مما أدى إلى دهشة موسى ( عليه السلام ) وأصحابه ، فالله سبحانه بهذه القدرة ، أراد أن يفهم أصحاب موسى بعجزهم عن تحمل إحدى آثاره ، فكيف النظر إلى الذات الإلهية المقدسة ؟ فأنتم أعجز من رؤيته بالعين ، التي هي جسم مادي ، في حين أن الله مجرد مطلق . وبهذا التجلي الإلهي ، رأى أصحاب موسى ( عليه السلام ) الله تعالى بعين القلب ، وأدركوا عدم قابليتهم على رؤيته بالعين المادية ، وكانت توبة موسى ( عليه السلام ) ، كطلبه الرؤية نيابة عن قومه ، ولأجل رفع الشبهة ، كان من اللازم على موسى ( عليه السلام ) أن يظهر إيمانه ليعلم أصحابه أنه لم يطلب طلبا مخالفا لإيمانه مطلقا ، بل عرض هذا الطلب كممثل عنهم . الجامعي : أشكرك على توضيحاتك ، لقد اقتنعت ، وأرجو بهذه
[1] سورة الأعراف : الآية 143 . [2] سورة الأعراف : الآية 143 .
92
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 92