نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 91
الروحي والفكري ، لما كان جواب الله لطلب موسى ( عليه السلام ) بالنفي ، لأن الله يهدي هذا النوع من الشهود لأوليائه المرسلين . عالم الدين : لو فرضنا أن طلب موسى ( عليه السلام ) هو رؤية الذات الإلهية المقدسة ، حسب ما يقتضيه ظاهر العبارة ، ولو أخذنا بنظر الاعتبار تاريخ هذه الحادثة ، لتبين أن طلب موسى ( عليه السلام ) كان من لسان قومه ، بعد أن تعرض للضغوط من قبلهم . وتوضيحه : أنه بعد هلاك فرعون ومن اتبعه ونجاة بني إسرائيل ، ظهرت مواقف أخرى بين موسى ( عليه السلام ) وبني إسرائيل ، منها أن جماعة من بني إسرائيل أصروا على موسى ( عليه السلام ) برؤية الله سبحانه ، وإلا فلن يؤمنوا به ، وأخيرا اضطر موسى أن يختار سبعين نفرا من بني إسرائيل ، وأخذهم إلى الوادي المقدس ( طور ) [1] ، وهناك طلب من الحضرة الربوبية هذا الطلب . فأوحى الله إلى موسى ( عليه السلام ) : * ( لن تراني ) * [2] وبهذا الجواب اتضح لبني
[1] الطور : جبل بيت المقدس ، ممتد ما بين مصر وأيلة ، وعن بعض أهل السير أنه : سمي بطور بن إسماعيل بن إبراهيم ( عليهما السلام ) ، قال تعالى : * ( وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ) * وهو طور سيناء ، قال الله سبحانه : * ( وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت ) * ، وقال في موضع آخر من كتابه المجيد : * ( والتين والزيتون وطور سينين ) * ومعناهما واحد ، وقال ابن أبي نجيح : الطور : الجبل ، وسيناء : الحجارة أضيف إليها ، وقال بعض أهل اللغة : لا يسمى الجبل طورا حتى يكون ذا شجر ولا يقال للأجرد طور ، وبالقرب من مصر عند موضع يسمى مدين جبل يسمى الطور ، ولا يخلو من الصالحين ، وحجارته كيف كسرت خرج منها صورة شجرة العليق ، وعليه كان الخطاب الثاني لموسى ( عليه السلام ) عند خروجه من مصر ببني إسرائيل ، والطور أيضا : يسمى عند كورة تشتمل على عدة قرى تعرف بهذا الاسم بأرض مصر القبلية ، وبالقرب منها جبل فاران . راجع : معجم ما استعجم للأندلسي : ج 3 ص 897 ، معجم البلدان للحموي : ج 4 ص 47 . [2] سورة الأعراف : الآية 143 .
91
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 91