نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 93
التوضيحات المنطقية ، أن تحل بقية الشبهات ، لدي هناك شبهة أخرى وبعون الله سوف أطرحها عليكم في الجلسة القادمة . عالم الدين : من اللطيف ، أن أغلب مفسري السنة ، في ذيل تفسير " آية الكرسي " 255 من سورة البقرة ، قد ذكروا طلبا لموسى ( عليه السلام ) شبيها بهذا الطلب ، وإليك خلاصته : رأى موسى ( عليه السلام ) الملائكة في عالم النوم ، فسألهم ، هل الله ينام ؟ فأوحى الله لملائكته ، بأن لا تجعلوا موسى ( عليه السلام ) ينام ، فأيقظت الملائكة موسى ( عليه السلام ) ثلاث مرات من نومه وكانوا يراقبوه حتى لا ينام ، فحينما أحس موسى بالتعب الشديد والاحتياج المبرم للنوم ، أعطي بيد موسى قنينتين مملوءتين بالماء على أن يحمل في كل يد قنينة مملوءة بالماء طبقا للوحي الإلهي ، فلما تركوه ولم يراقبوه سقطت القنينتين من يديه وانكسرتا . فأوحى الله إلى موسى ( عليه السلام ) : بقدرتي جعلت السماوات والأرض ، فلو أخذني نوم أو نعاس لزالتا [1] . وهنا يطرح هذا السؤال ، كيف يسأل موسى ( عليه السلام ) الملائكة هذا السؤال مع أنه رسول الله ، ويعلم أن الله لا يكون في معرض العوارض الجسمية ، كالنوم . فأجاب الفخر الرازي عن هذا السؤال : " على فرض صحة الرواية ، لا بد من القول أن سؤال موسى ( عليه السلام ) كان من لسان قومه الجهلة [2] . وبعبارة أوضح : تعرض موسى ( عليه السلام ) تحت ضغط وإصرار قومه الجهلة ،
[1] تفسير روح البيان : ج 1 ص 400 ، الجامع لأحكام القرآن القرطبي : ج 3 ص 273 ، التفسير الكبير للرازي : ج 7 ص 9 . [2] التفسير الكبير للرازي : ج 7 ص 9
93
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 93