نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 55
قال : فمن سلم لك أن إبراهيم ( عليه السلام ) مأمور بذلك من قبل الله سبحانه ؟ قلت : سلمه لي من يقر بأن منامات الأنبياء ( عليهم السلام ) صادقة ، ويعترف بأنها وحي الله في الحقيقة ، وسلمه لي من يؤمن بالقرآن ، ويصدق ما فيه من الأخبار . وقد تضمن الخبر عن إسماعيل أنه قال لأبيه : * ( يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ) * [1] ، وقول الله تعالى لإبراهيم : * ( قد صدقت الرؤيا ) * وثناؤه عليه ، حيث قال : * ( كذلك نجزي المحسنين ) * [2] . وليس بمحسن من امتثل غير أمر الله تعالى في ذبح ولده ، وهذا واضح لمن أنصف من نفسه . قال : فإني لا أسمي هذا بداء . فقلت له : ما المانع لك من ذلك ، أتوجه الحجة عليك به ، أم مخالفته للمثال المتقدم ذكره ؟ فقال : يمنعني من أن أسميه البداء ، أن البداء لا يكشف إلا عن متجدد علم لمن بدا له ، وظهوره له بعد ستره ، وليس في قصة إبراهيم وإسماعيل ( عليهما السلام ) ما يكشف عن تجدد علم الله سبحانه ، ولا يجوز ذلك عليه ، فلهذا قلت إنه ليس ببداء . فقلت له : هذا خلاف ما سلمته لنا من قبل ، وأقررت به ، من أن سيد العبد يجوز أن يأمره بما ذكرناه ، ثم يمنعه مما أمره به وينهاه ، مع علمه بأنه يطيعه في الحالين لغرضه في كشف أمره للحاضرين .
[1] سورة الصافات : الآية 102 . [2] سورة الصافات : الآية 105 .
55
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 55