نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 510
هريرة وطعن في روايته [1] ، وشتم خالد بن الوليد [2] وطعن في دينه ، وحكم بفسقه وبوجوب قتله ، وخون عمرو بن العاص [3] ومعاوية بن أبي سفيان ونسبهما إلى سرقة مال الفئ واقتطاعه ، وكان سريعا إلى المساءة ، كثير الجبه والشتم والسب لكل أحد ، وقل أن يكون في الصحابة من سلم من معرة لسانه أو يده ، ولذلك أبغضوه وملوا أيامه مع كثرة الفتوح فيها ، فهلا احترم عمر الصحابة كما تحترمهم العامة ! إما أن يكون عمر مخطئا ، وإما أن تكون العامة على الخطأ ! فإن قالوا : عمر ما شتم ولا ضرب ، ولا أساء إلا إلى عاص مستحق لذلك ، قيل لهم : فكأنا نحن نقول : إنا نريد أن نبرأ ونعادي من لا يستحق البراءة والمعاداة ، كلا ما قلنا هذا ولا يقول هذا مسلم ولا عاقل . وإنما غرضنا الذي إليه نجري بكلامنا هذا أن نوضح أن الصحابة قوم من الناس لهم ما للناس ، وعليهم ما عليهم ، من أساء منهم ذممناه ، ومن أحسن منهم حمدناه ، وليس لهم على غيرهم من المسلمين كبير فضل إلا بمشاهدة الرسول ومعاصرته لا غير ، بل ربما كانت ذنوبهم أفحش من ذنوب غيرهم ، لأنهم شاهدوا الأعلام والمعجزات ، فقربت اعتقاداتهم من الضرورة ، ونحن لم نشاهد ذلك ، فكانت عقائدنا محض النظر والفكر ، وبعرضية الشبه والشكوك ، فمعاصينا أخف لأنا أعذر . ثم نعود إلى ما كنا فيه فنقول : وهذه عائشة أم المؤمنين ، خرجت بقميص
[1] البداية والنهاية لابن كثير : ج 8 ص 106 ، سير أعلام النبلاء : ج 2 ص 600 . [2] تقدمت تخريجاته . [3] راجع ، تخوين الخليفة لبعض عماله أمثال أبي هريرة وأبي موسى الأشعري وعمرو بن العاص : في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج 12 ص 42 - 43 .
510
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 510