نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 504
بن أبي طالب ( عليه السلام ) إلى البصرة ، وجرى لها مع عثمان بن حنيف وحكيم بن جبلة ومن كان معهما من المسلمين الصالحين من القتل وسفك الدماء ما تنطق به كتب التواريخ والسير [1] ، فإذا جاز دخول بيت فاطمة ( عليها السلام ) لأمر لم يقع بعد جاز كشف ستر عائشة على ما قد وقع وتحقق ، فكيف صار هتك ستر عائشة من الكبائر التي يجب معها التخليد في النار ، والبراءة من فاعله ، ومن أوكد عرا الإيمان ، وصار كشف بيت فاطمة ( عليها السلام ) والدخول عليها منزلها وجمع حطب ببابها ، وتهددها بالتحريق [2] من أوكد عرا الدين ، وأثبت دعائم الإسلام ، ومما أعز الله به المسلمين وأطفأ به نار الفتنة ، والحرمتان واحدة ، والستران واحد ، وما نحب أن نقول لكم : إن حرمة فاطمة أعظم ، ومكانها أرفع ، وصيانتها لأجل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أولى ، فإنها بضعة [3] منه ، وجزء من لحمه ودمه ، وليست كالزوجة الأجنبية التي لا نسب بينها وبين الزوج ، وإنما هي وصلة مستعارة ، وعقد يجري مجرى إجارة المنفعة ، وكما يملك رق الأمة بالبيع والشراء ، ولهذا قال الفرضيون : أسباب التوارث ثلاثة : سبب ، ونسب ، وولاء ، فالنسب القرابة ، والسبب النكاح ، والولاء : ولاء العتق ، فجعلوا النكاح خارجا عن النسب ، ولو كانت الزوجة ذات نسب لجعلوا الأقسام الثلاثة قسمين . وكيف تكون عائشة أو غيرها في منزلة فاطمة ( عليها السلام ) ، وقد أجمع المسلمون كلهم - من يحبها ومن لا يحبها منهم - أنها سيدة نساء العالمين [4] .
[1] راجع : مروج الذهب للمسعودي : ج 2 ص 358 ، تاريخ اليعقوبي : ج 2 ص 181 ، تاريخ الطبري : ج 4 ص 469 . [2] راجع : الإمامة والسياسة لابن قتيبة : ج 1 ص 19 . [3] إشارة إلى حديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : فاطمة بضعة مني . . . الخ وقد تقدمت تخريجاته . [4] راجع : فضائل فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) لابن شاهين : ص 34 - 35 ح 13 ، مشكل الآثار : ج 1 ص 50 ، حلية الأولياء : ج 2 ص 42 ، ذخائر العقبى : ص 43 .
504
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 504