نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 503
وبعد ، فكيف أدخلتم أيها العامة والحشوية [1] وأهل الحديث أنفسكم في أمر عثمان وخضتم فيه ، وقد غاب عنكم ! وبرئتم من قتله ، ولعنتموهم ! وكيف لم تحفظوا أبا بكر الصديق في محمد ابنه فإنكم لعنتموه وفسقتموه ، ولا حفظتم عائشة أم المؤمنين في أخيها محمد المذكور ، ومنعتمونا أن نخوض وندخل أنفسنا في أمر علي والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ومعاوية الظالم له ولهما ، المتغلب على حقه وحقوقهما ! وكيف صار لعن ظالم عثمان من السنة عندكم ، ولعن ظالم علي والحسن والحسين ( عليهم السلام ) تكلفا ! وكيف أدخلت العامة أنفسها في أمر عائشة وبرئت ممن نظر إليها ، ومن القائل لها : يا حميراء ، أو إنما هي حميراء ، ولعنته بكشفه سترها ، ومنعتنا نحن عن الحديث في أمر فاطمة ( عليها السلام ) وما جرى لها بعد وفاة أبيها ( صلى الله عليه وآله ) . فإن قلتم : إن بيت فاطمة ( عليها السلام ) إنما دخل ، وسترها إنما كشف ، حفظا لنظام الإسلام ، وكيلا ينتشر الأمر ويخرج قوم من المسلمين أعناقهم من ربقة الطاعة ولزوم الجماعة . قيل لكم : وكذلك ستر عائشة إنما كشف ، وهودجها إنما هتك ، لأنها نشرت حبل الطاعة ، وشقت عصا المسلمين ، وأراقت دماء المسلمين من قبل وصول علي
[1] الحشوية : هم طائفة من أصحاب الحديث تمسكوا بالظواهر ، لقبوا بهذا اللقب لاحتمالهم كل حشو روي من الأحاديث المتناقضة ، أو لأنهم قالوا بحشوا الكلام مثل قولهم في الإمامة : خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ولم يستخلف على دينه من يقوم مقامه في لم الشعث ولم الكلمة في أمور الملك والرعية ، كما ذهبوا إلى أن طريق معرفة الحق هو التقليد ، وإن البحث والنظر حرام ، ولم يعثر على أصل مبناهم في حظر الاجتهاد ولا على أصل التوجيه بهذا الحظر ، فهم يمنعون من تأويل الآيات الواردة في الصفات ، ويقولون بالجمود على الظواهر . راجع : معجم الفرق الإسلامية للأمين : ص 97 - 98 .
503
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 503