نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 448
فانظروا رحمكم الله قول السيد هذا القول وهو ( الغيبة ) كيف وقع له أن يقوله لولا أن سمعه من أئمته ، وأئمته سمعوه من النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وإلا فهل يجوز لقائل أن يقول قولا فيقع كما قال ما يخرم منه حرف ؟ ! عصمنا الله وإياكم من الهوى ، وبه نستعين ، وعليه نتوكل [1] . قال السائل : فقد كان يجب أن ينقل هذه الأخبار مع الشيعة غيرهم . فقال له : هذا غير لازم ولا واجب ، ولو وجب وجب أن لا يصح خبر لا ينقله المؤالف والمخالف وبطلت الأخبار كلها . فقال السائل : فإذا كان الإمام ( عليه السلام ) غائبا طول هذه المدة لا ينتفع به ، فما الفرق بين وجوده وعدمه [2] . قال له : إن الله سبحانه إذا نصب دليلا وحجة على سائر خلقه فأخافه الظالمون كانت الحجة على من أخافه لا على الله سبحانه ، ولو أعدمه الله كانت الحجة على الله لا على الظالمين ، وهذا الفرق بين جوده وعدمه . قال السائل : ألا رفعه الله إلى السماء فإذا آن قيامه أنزله ؟ فقال له : ليس هو حجة على أهل السماء ، إنما هو حجة على أهل الأرض ، والحجة لا تكون إلا بين المحجوجين به ، وأيضا فقد كان هذا لا يمتنع في العقل
[1] كمال الدين وتمام النعمة للصدوق : ج 1 ص 34 - 35 ، الغدير للأميني : ج 2 ص 246 - 247 . [2] روي عن الأعمش عن الصادق ( عليه السلام ) قال : لم تخلو الأرض منذ خلق الله آدم من حجة لله فيها ظاهر مشهور أو غائب مستور ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجة لله فيها ولو لم يعبد الله ، قال سليمان : فقلت للصادق ( عليه السلام ) : فكيف ينتفع الناس بالحجة الغائب المستور ؟ قال : كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب . ( بحار الأنوار : ج 52 ص 92 ح 6 وراجع : ح 7 و 8 ) .
448
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 448