نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 449
لولا الأخبار الواردة أن الأرض لا تخلو من حجة ، فلهذا لم يجز كونه في السماء وأوجبنا كونه في الأرض وبالله التوفيق . فقام إنسان من المعتزلة وقال للشيخ المفيد : كيف يجوز ذلك منك وأنت نظار منهم قائل بالعدل والتوحيد ، وقائل بأحكام العقول ، تعتقد إمامة رجل ما صحت ولادته دون إمامته ، ولا وجوده دون عدمه ، وقد تطاولت السنون حتى أن المعتقد منكم يقول إن له مند ولد خمسا وأربعين ومائة سنة [1] ، فهل يجوز هذا في عقل أو سمع ؟ قال له الشيخ : قد قلت فافهم ، اعلم : إن الدلالة عندنا قامت على أن الأرض لا تخلو من حجة . [2] قال السائل : مسلم لك ذلك ثم آيش ؟ قال له الشيخ : ثم إن الحجة على صفات ، ومن لا يكون عليها لم تكن فيه . قال له السائل : هذا عندي ، ولم أر في ولد العباس ، ولا في ولد علي ، ولا في قريش قاطبة من هو بتلك الصفات ، فعلمت بدليل العقل أن الحجة غيرهم ، ولو غاب ألف سنة ، وهذا كلام جيد في معناه إذا تفكرت فيه ، لأنه إذا قامت الدلالة بأن الأرض لا تخلو من حجة ، وإن الحجة لا يكون إلا معصوما من الخطأ والزلل ، لا يجوز عليه ما يجوز على الأمة ، وكانت المنازعة فيه لا في الغيبة ، فإذا سلم ذلك كانت الحجة لازمة في الغيبة [3] .
[1] الذي يبدو أن هذه المناظرة وقعت في سنة 400 ه . [2] راجع : بحار الأنوار : ج 23 ص 37 ح 65 و ح 67 . [3] مصنفات الشيخ المفيد عليه الرحمة المجلد السابع ( ص 11 - 16 ) ( الرسالة الثانية ) .
449
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 449