responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن    جلد : 1  صفحه : 443


كان شرفهم والمنزلة التي تحصل له بذلك فهي تختص بهم ، وعلمهم بهذه الحال يبعثهم على صيانته وحفظه وكلائته ليبلغ الرتبة التي يرجونها له فينالون بها أعلى المنازل ويملكون بها جميع العالم .
وأما البعداء منهم في النسب فيعجزون عن إيقاع الضرر به لموضع أهل بيته ومنعهم منه وعلمهم بحالهم وأنهم أمنع العرب جانبا وأشدهم بأسا وأعزهم عشيرة ، فيصدهم ذلك عن التعرض له ويمنع من خطوره ببالهم ، وهذا فصل بين حال النبي ( صلى الله عليه وآله ) فيما يوجب ظهوره مع انتشار ذكره والبشارة به ، وبين الإمام فيما يجوز استتاره وكتم أمر ولادته ، وهذا بين لمن تدبره .
وشئ آخر وهو أن ملوك العجم في زمان مولد النبي ( صلى الله عليه وآله ) لم يكونوا يكرهون مجئ نبي يدعو إلى شرع مستأنف ، ولا يخافون بمجيئه على أنفسهم ولا على ملكهم ، لأنهم كانوا ينوون الإيمان به والاتباع له ، وقد كانت اليهود تستفتح به على العرب وترجو ظهوره كما قال الله عز وجل : * ( فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به ) * [1] وإنما حصل للقوم الخلاف عليه والإباء له بنية تجددت لهم عند مبعثه .
ولم يجر أمر الإمام المنتظر ( عليه السلام ) هذا المجرى بل المعلوم من حال جميع ملوك زمان مولده ومولد آبائه ، خلاف ذلك من اعتقادهم فيمن ظهر منهم يدعو إلى إمامة نفسه أو يدعو إليه داع سفك دمه واستئصال أهله وعشيرته ، وهذا أيضا فرق بين الأمرين .
وشئ آخر وهو أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مكث ثلاث عشرة سنة يدعو بمكة إلى دينه والاعتراف بالوحدانية وبنبوته ، ويسفه من خالفه ويضللهم ويسب آلهتهم ،



[1] سورة البقرة : الآية 89 .

443

نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن    جلد : 1  صفحه : 443
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست