نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 421
والجواب الآخر : أن الله سبحانه إذا رد الكافرين في الرجعة لينتقم منهم لم يقبل لهم توبة ، وجروا في ذلك مجرى فرعون لما أدركه الغرق * ( قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين ) * [1] ، قال الله سبحانه : * ( الآن وقد عصيت من قبل وكنت من المفسدين ) * [2] فرد الله عليه إيمانه ، ولم ينفعه في تلك الحال ندمه وإقلاعه [3] ، وكأهل الآخرة الذين لا تقبل لهم توبة ولا ينفعهم ندم ، لأنهم كالملجئين إذ ذاك إلى الفعل ، ولأن الحكمة تمنع من قبول التوبة أبدا ، وتوجب اختصاص بعض الأوقات بقبولها دون بعض .
[1] سورة يونس : الآية 90 . [2] سورة يونس : الآية 91 . [3] روي عن إبراهيم بن محمد الهمداني ، قال : قلت للرضا ( عليه السلام ) : لأي علة أغرق الله فرعون وقد آمن به وأقر بتوحيده ؟ قال : لأنه آمن عند رؤية البأس ، والإيمان عند رؤية البأس غير مقبول ، وذلك حكم الله تعالى ذكره في السلف والخلف ، قال الله عز وجل : * ( فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا ) * وقال عز وجل : * ( يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ) * وهكذا فرعون لما أدركه الغرق قال : * ( آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين ) * فقيل له : * ( الآن وقد عصيت من قبل وكنت من المفسدين ) * . بحار الأنوار : ج 6 ص 23 ح 25 . ومما يدل أيضا على عدم قبول التوبة ممن رأى البأس - كفرعون الذي آمن حينما عاين العذاب - هو ما روي عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) وذلك أنه أتي المأمون بنصراني قد فجر بهاشمية فلما رآه أسلم فغاظه ذلك ، وسأل الفقهاء فقالوا : هدر الإسلام ما قبله فسأل الرضا ( عليه السلام ) فقال : اقتله لأنه أسلم حين رأى البأس ، قال الله عز وجل : * ( فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده . . . . ) * ( بحار الأنوار : ج 49 ص 172 ح 9 ) ، ومثل هذه الواقعة حصلت أيضا في زمن الإمام الهادي ( عليه السلام ) فأجاب بنفس الجواب السابق . راجع : بحار الأنوار : ج 50 ص 172 ح 51 .
421
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 421