نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 420
وقال الشيخ أدام الله عزه : فأقول أنا أبين في هذا السؤال جوابين : أحدهما : أن العقل لا يمنع من وقوع الإيمان ممن ذكره السائل ، لأنه يكون إذ ذاك قادرا عليه ومتمكنا منه ، لكن السمع الوارد عن أئمة الهدى ( عليهم السلام ) بالقطع عليهم بالخلود في النار ، والتدين بلعنهم ، والبراءة منهم إلى آخر الزمان منع من الشك في حالهم ، وأوجب القطع على سوء اختيارهم ، فجروا في هذا الباب مجرى فرعون وهامان وقارون ، ومجرى من قطع الله عز اسمه على خلوده في النار ، ودل بالقطع على أنهم لا يختارون أبدا الإيمان ممن قال الله تعالى في جملتهم : * ( ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شئ قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ) * [1] يريد إلا أن يلجئهم الله ، والذين قال الله تعالى فيهم : * ( إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون ، ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون ) * [2] ثم قال جل من قائل في تفصيلهم وهو يوجه القول إلى إبليس : * ( لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين ) * [3] . وقوله : * ( وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين ) * [4] وقوله : * ( تبت يدا أبي لهب وتب ، ما أغنى عنه ماله وما كسب ، سيصلى نارا ذات لهب ) * [5] فقطع عليه بالنار ، وأمن من انتقاله إلى ما يوجب له الثواب ، وإذا كان الأمر على ما وصفناه بطل ما توهموه على هذا الجواب .
[1] سورة الأنعام : الآية 111 . [2] سورة الأنفال : الآية 22 - 23 . [3] سورة ص : الآية 85 . [4] سورة ص : الآية 78 . [5] سورة المسد : الآية 1 - 3 .
420
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 420