نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 402
ولم يكن اعتباطا قول الرسول ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) : " لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق " [1] . الكتاب والعترة مع بعضهما مفتاح الفلاح ، لأن العترة هم اللسان الناطق للقرآن ، وأنى لنا لولاها من إدراك معاني القرآن العميقة وتشخيص محكمه من متشابهه ، ومعرفة الناسخ والمنسوخ ؟ إن الكتاب والعترة يستطيعان سوية إنقاذنا من الضلالة في هذا العالم المتلاطم الذي يعرض كل شخص فيه رأيا واجتهادا ، ويعتبر نفسه مبينا للقرآن ، وهم في ما بينهم مختلفون ، وكل هؤلاء الأئمة الذين ناصروا خلفاء الجور من بني أمية وبني العباس لأجل أهوائهم ونزواتهم ، ودسوا كل هذه الروايات الكاذبة والإسرائيليات في السنة النبوية المطهرة إرضاء للحكام ، كيف يمكن التعويل عليهم ؟ فحينما يكون عليا ( عليه السلام ) كيف يمكن الانقياد لمعاوية ؟ وعندما يكون هناك حق ، كيف يجوز التمسك بالباطل ؟ كفى غفلة ! وكفى غيابا عن الذات ! وكفى تجاهلا لوصية الرسول ( عليه السلام ) ! كيف ندعي اتباع الرسول محمد ( صلى الله عليه وآله ) ونحن نأتي ما تأمر به أهواؤنا النفسية ؟ فنقبل بعض الأحكام وننكر بعضها ، عسى الله أن لا يشملنا بمفاد الآية الشريفة التي تقول : * ( إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا * أولئك هم الكافرون حقا واعتدنا للكافرين عذابا مهينا ) * [2] .
[1] الجامع الصحيح للترمذي : ج 5 ص 601 ح 3736 ، وكنز العمال : ج 11 ص 598 ح 32878 . [2] سورة النساء : الآية 150 و 151 .
402
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 402