نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 401
التركة ، التي خلفها لكم الرسول وهي القرآن والعترة ، وإذا أردتم إرتقاء البناء الشامخ للحق والحقيقة ، وصعود قمة الإيمان فلا بد لكم ومن غير شك بسلم متين يمكن التعويل عليه ، وإلا فسوف تزل أقدامكم في الخطوة الأولى وتسقطون في وادي الهلكة وهاوية الضلالة . نعم ، إذا أردتم معرفة الأحكام الإلهية بكل اطمئنان ، وإدراك معاني القرآن فاستعينوا بمفسريه الحقيقيين ، وبأهل الذكر ، وبالخلفاء الحقيقيين للرسول وتمسكوا بهم ، ولا تسلكوا وديان الضلالة من غير دليل . وإذا أردتم أن تبقوا إلى الأبد في مأمن من الانحراف والزيغ ، فعليكم بمعرفة كنه كتاب الله ، وتوجهوا إلى من لديهم علم الكتاب وهم سفينة النجاة ، وإياكم والإعراض عنهم أو التقدم عليهم أو الانفصال عنهم ، فهم عدل القرآن والمعصومون عن الخطأ والنسيان . ألم يذكرهم الرسول إلى جانب القرآن ؟ ألم يطهرهم الرحمن من كل رجس ونجس ؟ أليسوا هم أجر الرسول ( صلى الله عليه وآله ) قبال مشقة إبلاغ الرسالة ؟ ألم يعلن الرسول إلى الناس ما جاء من الوحي بحقهم ، وهو قوله تعالى : * ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) * ؟ [1] وهل تصدق المودة بمجرد الادعاء ؟ وهل المودة إلا الاتباع الصادق ؟ ولم لا ؟ وهل هناك ثقل ثالث ؟ إذن ليس من خليفة للرسول إلا القرآن وأهل البيت ( عليهم السلام ) ، ولو تمسكنا بهما فهو الفلاح ، وإلا فإن أي طريق آخر لا يقود سوى إلى الهاوية ، الكتاب والعترة محك التمييز بين الأنصار الأوفياء والمنافقين .