نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 364
وللمسلمين بمثل هذه التهمة ، واعتباره كافرا مع كونه موحدا حقيقيا وإنسانا كاملا ، فمن ذا الذي دافع عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) يوم هب جميع كفار قريش لمحاربته ومحاصرته اقتصاديا ، غير أبي طالب ( عليه السلام ) ؟ ابتسم الأستاذ قائلا : أولا : ليس من الصحيح اتهامنا بمثل هذه التهمة ، فنحن نرى عليا من أفضل الناس وأخلصهم ، ونعتبره على كل حال أحد خلفاء الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، فنحن إذن لا عداوة لنا معه حتى نعتبر أباه كافرا ، ثم إنه كان شخصا عطوفا وكثير المحبة لمحمد ( صلى الله عليه وآله ) ، ولهذا السبب كان يدافع عنه حتى وإن لم يؤمن بدينه ، وهذا الطرح لا ينطوي على أية مشكلة . قلت : بل ينطوي على مشكلة كبرى ، فالرسول ( صلى الله عليه وآله ) أساسا لا يمكنه التعويل على كافر ، أو أن يحظى بحمايته على ذلك النطاق الواسع ، ألم تقرأوا قوله تعالى في القرآن الكريم : * ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) * [1] . قال : هذه الآية تعني اليهود والنصارى . قلت : الواقع أن اليهود والنصارى أهل كتاب ، فإن لم يكن تعالى قد أباح له موالاة أهل الكتاب والاستعانة بهم ، فهو لا يجيز قطعا اتخاذ مشركي قريش حماة لنا ، فضلا عن هذا فقد جاءت في القرآن آية أخرى تنهى عن هذه العلاقات العائلية ، وتحذر من موالاة الآباء والإخوة - فما بالك بالأعمام - إذا كانوا كفارا ، أو إيجاد صلات وثيقة معهم : * ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم