نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 330
وكانت السلطة تعلم منهم ذلك وتحسب له حسابه وربما حسبت له أكثر من حسابه ، فاتخذت له الحيطة الكاملة ، وكثيرا ما تستبد بها الأوهام والظنون فتوسع في تخيلاتها إلى أن هذا البيت ما يزال يعد عدته للعمل على الاستيلاء على السلطة والنهوض بالحكم ، وهم يعلمون أن الحكم حق من حقوقه المفروضة . وكان من وسائل الحيطة التي اتخذتها السلطات على اختلافها محاربة شيعتهم وأتباعهم ، وضرب نطاق الحصار الاقتصادي عليهم ، ومنع وصول الحقوق والأموال إليهم جهد ما يستطيعون ، وجعل العيون والرقباء لإحصاء حتى عدد أنفاسهم ، وربما توسعوا فحملوا أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) إلى عواصمهم ليكونوا تحت الرقابة المباشرة ، وقد يدخلونهم السجن ، ليحولوا بينهم وبين ما يتخيلونه من نشاط وقد أنهت حياة أكثرهم بالاغتيال والقتل . وبالبداهة إن فكرة العصمة والأعلمية كانتا من أهم الركائز لفكرة التشيع منذ وجد التشيع لأهل البيت ( عليهم السلام ) وكان أهل البيت أنفسهم يصرحون بذلك ، ومن الطبيعي أن يبعث هذا النوع من التصريح الحزم واليقظة في مدوني التأريخ لتسليط الأضواء على كل ما يتصل بحياتهم الخاصة أو العامة ، العثور على شئ من التناقضات بين واقعهم ، وما يدعون ، لتكون أهم وثيقة بيد السلطة للإجهاز بها على جبهة المعارضة والقضاء عليها بسهولة ، وما أيسر الاختلاق لو كان هناك مجال لتزيد واختلاق ، ولكن التأريخ - وهو ملك أيديكم فعلا وبوسعكم تتبع أحداثه لم يحتفل - فيما قرأت منه - بتسجيل حادثة واحدة على أحد من أئمة أهل البيت " الاثني عشر ( عليهم السلام ) " تتنافى مع دعوى العصمة أو الأعلمية . وهناك شئ - وددت التنبيه عليه - وقد سبق أن نبهت عليه في مبحث سنة
330
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 330