نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 329
الواقع المحسوس - فيما يكون له واقع محسوس منها ، ويلتمسون مدى انسجامها معه ، ثم ينطلقون من وراء ما ينتهون إليه إلى الحكم على صحة الدليل وعدمه . وقد كانت لي محاولة - عندما كنت مدرسا لمادة التأريخ الإسلامي - في كلية الفقه - أن أجعل من وسائل النقد المضموني لبعض الأحاديث عرضها على طبيعة زمنها ، ثم بيئتها ، ثم الشخص الذي قيلت فيه ، فإن انسجمت معها جميعا أمنت بصحتها ، إذا لم يكن في أسانيدها ما يوجب التوقف . وكأنك - يا أخي - تريد أن تشير إلى نفس هذا المقياس في إيمانك بهذه الأحاديث . ومثل أدلة عصمة أهل البيت ( عليهم السلام ) آيات وأحاديث إذا كان فيها مجال لتردد ما من قبل بعض من عاصروا ولادتها ، حيث أنها افترضت في الأئمة واقعا لم يخضع إذ ذاك لتجربة كاملة ، فهي أشبه بالتحدث عن عوالم الغيب ، فلا يقتضي أن يظل التردد قائما بعد أن أخذ الأئمة من أهل البيت ( عليهم السلام ) واقعا تاريخيا عرضهم في مختلف مجالات السلوك والمعرفة ، وبوسع الباحث أن يقطع تردده بدراسة سيرهم ، والحكم لهم أو عليهم ، على ضوء ما ينتهي إليه . والشئ الذي وددت التنبيه عليه أن التأريخ لم يكن في يوم ما ملكا لهم ولشيعتهم وأتباعهم يسيرونه كيفما يريدون ، وإنما كان - كشأنه في أي عصر - ملكا للفئة الحاكمة تسيره كيف ما تريد . ونحن نعلم أن أهل البيت ( عليهم السلام ) كانوا يشكلون في جميع أدوار حياتهم جبهة المعارضة للسلطة الزمنية ، المعارضة الشريفة التي لا يمكن أن تهادن على منكر تراه ، كما لا تبخل في إرسال كلمة معروف في مشورة أو سلوك .
329
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 329