نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 328
على أن هذا النوع من الإغراق في العاطفة تجاه نفر معين ، مع وجود غيرهم من أهل بيته ( عليهم السلام ) لو كان له ما يبرره في الواقع النفسي ، فليس هناك ما يبرر التعبير عنه - بهذه الأساليب - لمجافاته ، لما عرف به النبي ( صلى الله عليه وآله ) من الخلق العظيم ، وهل من الخلق أن يجحف في إبراز عاطفته تجاه نفر معين ، ليس فيهم ما يميزهم عن سائر أقربائه ، وفيهم من هو أكبر منهم ، كالعباس مثلا ، أليس في هذا النوع من إبراز العاطفة تحد لهم لا مبرر له ، وهو لا يصدر من أقل الناس عادة . الثالثة : أن نسلم دلالتها التشريعية ونعود بها إلى أسبابها المنطقية ، وأهمها ما توقروا عليه من العلم والعصمة ، وهذه المحاولات التأكيدية كان مبعثها تركيز هذا المعنى في النفوس وترويضها لتقبله . . . فإذا امتنع الفرض الأول لصراحة النصوص ، وامتنع الثاني لأدلة العصمة في النبي ( صلى الله عليه وآله ) تعين الأخذ بالفرض الثالث والتعبد به . قال أحدهم : وهل كانت هذه الصفات - أعني العلم والعصمة - واضحة لدى معاصريهم ، أي أن واقعهم التأريخي هل ينسجم مع ما يفهم من هذه النصوص . قلت : هذا أهم سؤال يمكن أن يوجه - يا أخي - لأنه يفتح أمامنا مجال التطوير في الإجابة على أمثال هذا النوع من الاستدلال . فقد كان نوع الباحثين في الشؤون العقائدية ، عندما يريدون أن يتحدثوا أو يستدلوا على أية مسألة من مسائل الفكر التي ترتبط بشؤون العقيدة فإنما يتحدثون عما يجب أن يكون ولا يفكرون فيما هو كائن ، وإذا فكروا فيه فإنما يفكرون في إخضاع ما هو كائن لما يجب أن يكون . ولست أعرف فيهم من حاول تقييم أدلته على أساس من عرضها على
328
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 328