نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 325
فهل هو متفق في حالة سهوه أو عصيانه مع الكتاب ، أو مفترق عنه . قال : بل هو مفترق ، لأن الالتقاء لا يكون إلا مع التوافق والانسجام بين الحكم المتبني في الكتاب ، والسلوك الذي صدر عنه ، ومع المخالفة - مهما كان شأنها - لانسجام بينها ولا وفاق . قلت : وأضيف إلى ما تفضلتم به أن السهو والغفلة وإن أوجبا لأصحابهما المعذرية شرعا ، إلا أنهما لا يمنعاه من صدق الافتراق ، لأن الافتراق المعنوي كالافتراق الحسي ، مداره ابتعاد أحدهما عن الآخر ، فالشخص الذي يقسر على ترك صديقه والابتعاد عنه يصدق عليه الافتراق عنه ، وإن كان معذورا في مفارقته ، وهكذا من يخالف الكتاب . وإذا صح هذا ، عدنا إلى تذكر ما سبق أن اتفقنا عليه ، من مفهوم العصمة التي أوجبناها للنبي ( صلى الله عليه وآله ) بحكم العقل ، وهي استحالة صدور الكذب أو الخطأ أو السهو عليه ، في مقام التبليغ ، لنسأل على ضوئه هل يجوز وقوع افتراق العترة عن الكتاب لأي سبب كان ، وقد أخبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن عدم وقوعه بمفاد لن التأبيدية " لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " . قال : أحدهم وما في ذلك من محذور ؟ قلت : أليس في تجويز وقوع الافتراق عليهما تجويز للكذب أو السهو على الرسول ( صلى الله عليه وآله ) الذي أخبر عن عدم الافتراق - وهو في معرض التبليغ لإلزامه ( صلى الله عليه وآله ) بالتمسك بهما ، وهو ما سبق أن اتفقنا على منافاته لعصمة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فأهل البيت ( عليهم السلام ) إذن بمقتضى هذا الحديث معصومون ، وبخاصة فقرته الأخيرة .
325
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 325