نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 321
وفرة الرواة ما بلغه هذا الحديث . ثم ما أظن أن كتب الحديث والتأريخ والتفسير على اختلافها قد عنيت بمثل ما عنيت بهذا الحديث ، حتى بلغت الكتب التي روته في مختلف العصور المئات وألفت فيه رسائل مستقلة [1] . والظاهر أن سر هذه العناية البالغة بهذا الحديث هو عناية النبي ( صلى الله عليه وآله ) واهتمامه البالغ به ، فقد صدع به في حجة الوداع بعرفة ، وفي غدير خم ، وبعد انصرافه من الطائف ، وفي الحجرة قبيل وفاته ، وهكذا . قال أحدهم : وما نصنع بحديث ( وسنتي ) لو أخذنا بحديث الثقلين ، ولماذا تقدم حديث الثقلين عليه ، وهو معارض له . قلت : إنما نقدم حديث الثقلين لأنه حديث متواتر ، ولا أقل من شهرته وصحة طرقه ، وعناية الصحاح والمسانيد به ، بينما لم يرو حديث وسنتي إلا أفراد محدودون ، ورواياتهم لم تخضع لشرائط الاعتبار ، لوقوع الإرسال فيها . وعلى فرض صحتها ، فأين موقع المعارضة بين الحديثين ، وليس لها منشأ إلا توهم التدافع بين مفهوميهما ، وهما لا يخرجان على كونهما من مفهومي العدد واللقب ، وكلاهما ليسا بحجة في دفع الزائد ، فأي محذور في أن يخلف الكتاب والسنة والعترة ، وهو ما يقتضيه الجمع العرفي بينهما . على أن أحدهما يرجع إلى الآخر ، لما سبق أن قلنا من أن أهل البيت لا
[1] من الرسائل التي ألفت فيه رسالة أصدرتها دار التقريب بين المذاهب الإسلامية بمصر ، وفيها عرض لطرقه وأسانيده على اختلافها ، ومنها رسالة للمرحوم الحجة ( الشيخ محمد حسين المظفر ) باسم ( الثقلان ) .
321
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 321