نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 272
سائر خلفاء بني أمية ، ماذا يمكن أن يشاهد في هؤلاء الخلفاء سوى الظلم والجور على عباد الله ، والتبذير في بيت المال ، وارتكاب المحرمات ، وشرب الخمر ، والمجاهرة بالفساد ؟ والتأريخ حافل بشتى صور الظلم والاضطهاد والقتل والتعذيب والفساد الذي ارتكبه خلفاء بني أمية وبني العباس ، ويؤسفني أن الوقت لا يسمح لي بالحديث عن هذا الموضوع أكثر ، وإلا فإن أمثلة ظلمهم وجورهم بحد من الكثرة ، بحيث سودت صفحات كتب السنة كما سودت صفحات التاريخ . ثانيا : من الجدير بالذكر أن الكثير من علماء السنة الذين أوردوا هذه الروايات سعوا إلى جعلها تتطابق بشكل أو بآخر على حكام بني أمية وبني العباس ، بل وذهبوا إلى أبعد من ذلك حتى جعلوها تنطبق على السلاطين العثمانيين ، فأصبحت عارية عن الحقيقة ، بل وتثير السخرية والاستهزاء . ويكفي أن نشير على سبيل المثال إلى ما قاله المفكر السني الكبير جلال الدين السيوطي في هذا الصدد : " وجد من الاثني عشر خليفة الخلفاء الأربعة ، والحسن ، ومعاوية ، وابن الزبير ، وعمر بن عبد العزيز ، هؤلاء ثمانية ، ويحتمل أن يضم إليهم المهتدي من العباسيين لأنه فيهم كعمر بن عبد العزيز في بني أمية ، وكذلك الظاهر لما أوتيه من العدل ، وبقي الاثنان المنتظران أحدهما المهدي لأنه من آل بيت محمد ( صلى الله عليه وآله ) " [1] . هل يمكن العثور على تحليل يثير السخرية أكثر من هذا ؟ وكيف ذكر الحسن ( عليه السلام ) ولم يذكر الحسين ( عليه السلام ) ؟ ثم كيف أن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) يجعل عليا ( عليه السلام ) خليفة