نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 231
يكون ذلك أمرا لها بأن تعمل السجود والركوع معهم في الجماعة ، وقدم السجود على الركوع ، لأن الواو لا توجب الترتيب ، فإنها في الأشياء المتغايرة نظيرة التثنية في المتماثلة ، وإنما توجب الجمع والاشتراك ، وقيل : معناه : واسجدي لله شكرا واركعي ، أي وصلي مع المصلين ، وقيل : معناه : صلي في الجماعة . . . عن الجبائي [1] . قال الرجل : أليس إطلاق " العالمين " يدفع كونها مصطفاة على نساء عالم عصرها . قلت : الظاهر ما ذكرت ، ولكن قد تقدم - عن مجمع البيان - أن الاصطفاء يكون على معنيين مختلفين ، فالاصطفاء المطلق : معناه الاختيار ، وهو يفيد معنى التسليم ، والاصطفاء المتعدي بعلى أيضا معناه الاختيار ولكنه يفيد معنى التقديم ، إذا نستطيع القول بأن اصطفاءها على نساء العالمين هو تقديم لها عليهن . ولكن هذا التقديم هل هو من جميع الجهات ، أو من بعضها ، فإن كان من جميع الجهات فلا مشاحة في فضلها ، هي أفضل من الجميع ، فاطمة فمن دونها ، وإن كان هذا التقديم من بعض الجهات ، فلنا فيه نظر . ظاهر الآيات التي تتعرض لقصة مريم تفيد التبعيض ، فبعد آية بعد هذه الآية يقول : * ( يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين ، ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين . . . ) * [2] الخ ، وفي سورة الأنبياء : * ( والتي أحصنت فرجها فنفخنا
[1] مجمع البيان للطبرسي : ج 2 ص 745 - 746 ، بحار الأنوار للمجلسي : ج 14 ص 193 . [2] سورة آل عمران : الآية 45 - 46 .
231
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 231