نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 232
فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين ) * [1] ، وفي سورة التحريم : * ( ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا . . . ) * [2] الخ ، ونصوص هذه الآيات لم تشتمل إلا على شئ واحد ، اختصت به من بين سائر النساء ، وهو ولادة المسيح العجيبة منها من غير ملامسة ذكر ، فإذا لا وجه لاصطفائها وتقديمها على نساء العالمين إلا هذا الوجه . وأما غير ذلك مما اشتملت عليه الآيات ، كالتطهير والتصديق بكلمات الله وكتبه ، وكلام الملائكة معها والقنوت وغير ذلك ، فلا يختص فيها ، بل يوجد عند غيرها كما يوجد عندها . وكذلك نداء الملائكة ، وأمرهم لها بالقنوت والسجود والركوع ، إنما هو أمر لها بالشكر وتعليم لها إياه ، وتوجيه كيف تكون العبادة . فمريم مصطفاة على نساء العالمين لأمر خاص ، وهذا الأمر الخاص إنما كان لإزالة شبهة كانت في عصر مريم ( عليها السلام ) وهو رد دعوى الماديين بقدم العالم ، وإنكارهم بدء الخليقة . وإن لفاطمة ( عليها السلام ) من الفضل عليها استعانة النبي ( صلى الله عليه وآله ) بها لدفع الشبهة الحاصلة ، من جراء ولادتها للمسيح ، وقولهم إنه ابن الله ، فقد جعلوها زوجة لله ، تعالى الله عن ذلك ، ومريم اتهمت بالسوء ، فوجب حينئذ ذكر اسمها ، والشهادة لها بالبراءة والطهارة والعصمة ، ولولا شهادة القرآن لها بذلك لما استطاع أحد إثبات براءتها وطهارة نفسها . قال : إني مقتنع بهذا الذي ذكرت ، ولكن هل من دليل غير هذا يكون
[1] سورة الأنبياء : الآية 91 . [2] سورة التحريم : الآية 12 .
232
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 232