نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 230
ومريم كانت ممن تقدم البعثة ، وفي قصتها شبه وأحوال غريبة ، فيحسن الحديث عنها لإزالة الشبهة ، ورد الأمر إلى حقيقته ، وفاطمة ( عليها السلام ) لم تكن كذلك ، ولا حصلت معها أي شبهة . وقد ذكر في مجمع البيان في تفسير قوله تعالى : * ( يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين ، يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ) * [1] ، " اصطفاك " : أي اختارك ، وألطف لك ، حتى تفرغت لعبادته واتباع مرضاته ، وقيل : اصطفاك لولادة المسيح . . عن الزجاج ، " وطهرك " ، بالإيمان عن الكفر ، وبالطاعة عن المعصية . . عن الحسن وسعيد بن جبير ، وقيل : طهرك من الأدناس والأقذار التي تعرض للنساء من الحيض والنفاس ، حتى صرت صالحة لخدمة المسجد ، عن الزجاج . وقيل : طهرك من الأخلاق الذميمة ، والطبائع الردية ، * ( واصطفاك على نساء العالمين ) * ، أي على نساء زمانك ، لأن فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها - سيدة نساء العالمين ، وهو قول أبي جعفر ( عليه السلام ) . وروي عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : فضلت خديجة على نساء أمتي كما فضلت مريم على نساء العالمين ، وقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : معنى الآية : اصطفاك من ذرية الأنبياء ، وطهرك من السفاح ، واصطفاك لولادة عيسى ( عليه السلام ) من غير فحل ، وخرج بهذا من أن يكون تكريرا ، إذ يكون الاصطفاء على معنيين مختلفين ، * ( يا مريم اقنتي لربك ) * أي اعبديه ، وأخلصي له العبادة . . . عن سعيد بن جبير ، وقيل : معناه : أديمي الطاعة له . . . عن قتادة ، وقيل : أطيلي القيام في الصلاة . . عن مجاهد ، * ( واسجدي واركعي مع الراكعين ) * ، أي كما يعمل الساجدون والراكعون ، لا أن