نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 208
واحد ، فأمسكت عنه وتركته حتى انقطع الكلام بينه وبين الرجل . ثم قلت له : خبرني عن المختلف فيه هل يدل الاختلاف على بطلانه ؟ فظن أنني أريد شيئا غير المسألة الماضية وأنني لا أكسر شرطه . فقال : لست أدري أي شئ تريد بهذا الكلام ، فأبن لي عن غرضك لأتكلم عليه . فقلت : لم آتك بكلام مشكل ولا خاطبتك بغير العربية ! وغرضي في نفس هذا السؤال مفهوم لكل ذي سمع من العرب إذا أصغى إليه ولم يله عنه ، اللهم إلا أن تريد أن أبين لك عن غرضي فيما أجري بهذه المسألة إليه فلست أفعل ذلك بأول وهلة إلا أن يلزمني في حكم النظر والذي استخبرتك عنه معروف صحته وأنا أكرره ، أتقول إن الشئ إذا اختلف العقلاء في وجوده أو صحته وفساده كان اختلافهم دليلا على بطلانه ، أو قد يكون حقا وإن اختلفت العقلاء فيه . فقال : ليس يكون الشئ باطلا من حيث اختلف الناس فيه ، ولا يذهب إلى ذلك عاقل . فقلت له : فما أنكرت إلا أن تكون فاطمة ( عليها السلام ) قد أنكرت على أبي بكر حكمه وردت عليه في خبره واحتجت عليه في بطلان قضائه واستشهدت بالقرآن [1] على ما جاء الأثر به ولا يجب أن يقع الاتفاق على ذلك وإن كان حقا
[1] وقد احتجت ( عليها السلام ) بالقرآن في خطبتها التي خطبتها بمحضر من الخليفة الأول وحشد من المهاجرين والأنصار لما منعوها فدكا ومما احتجت به ( عليها السلام ) قالت : أيها المسلمون أأغلب على إرثي ؟ يا ابن أبي قحافة أفي كتاب الله ترث أباك ولا أرث أبي ، لقد جئت شيئا فريا ! أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم ؟ إذ يقول : * ( وورث سليمان داود ) * ، وقال فيما اقتص من خبر يحيى بن زكريا إذ قال : * ( فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب ) * وقال : * ( وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ) * وقال : * ( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين ) * وقال : * ( إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين ) * وزعمتم : أن لا حظوة لي ولا إرث من أبي ولا رحم بيننا ، أفخصكم الله بآية أخرج أبي منها ؟ أم تقولون : إنا أهل ملتين لا يتوارثان ؟ أولست أنا وأبي من أهل ملة واحدة ؟ أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمي ؟ فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك ، فنعم الحكم الله ، والزعيم محمد ، والموعد القيامة ، وعند الساعة يخسر المبطلون ، ولا ينفعكم إذ تندمون ، ولكل نبأ مستقر وسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم . . الخ . راجع هذه الخطبة الشريفة في : الإحتجاج للطبرسي : ج 1 ص 97 - 107 ، بلاغات النساء لابن طيفور - المتوفى سنة 380 ه : ص 12 - 19 ، أعلام النساء لعمر كحالة : ج 4 ص 116 - 119 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج 16 ص 211 - 213 و ص 249 - 251 .
208
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 208