نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 151
ولكني أراكم قوما تجهلون ) * [1] وحكى عز وجل عن هود أنه قال : * ( ويا قوم لا أسألكم عليه أجرا إن أجري إلا على الذي فطرني أفلا تعقلون ) * ( 1 ) وقال عز وجل لنبيه محمد ( صلى الله عليه وآله ) : قل : يا محمد * ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) * ولم يفرض الله تعالى مودتهم إلا وقد علم أنهم لا يرتدون عن الدين أبدا ولا يرجعون إلى ضلال أبدا . وأخرى أن يكون الرجل وادا للرجل فيكون بعض أهل بيته عدوا له فلا يسلم له قلب الرجل ، فأحب الله عز وجل أن لا يكون في قلب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على المؤمنين شئ ففرض عليهم الله مودة ذوي القربى ، فمن أخذ بها أحب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأحب أهل بيته لم يستطع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن يبغضه ، ومن تركها ولم يأخذ بها وأبغض أهل بيته فعلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن يبغضه ، لأنه قد ترك فريضة من فرائض الله عز وجل فأي فضيلة وأي شرف يتقدم هذا أو يدانيه ؟ فأنزل الله عز وجل هذه الآية على نبيه ( صلى الله عليه وآله ) : * ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) * ( 3 ) ، فقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في أصحابه فحمد الله وأثنى عليه وقال : يا أيها الناس إن الله عز وجل قد فرض لي عليكم فرضا فهل أنتم مؤدوه ؟ فلم يجبه أحد فقال : يا أيها الناس إنه ليس بذهب ولا فضة ولا مأكول ولا مشروب فقالوا : هات إذا فتلا عليهم هذه الآية فقالوا : أما هذه فنعم فما وفى بها أكثرهم . وما بعث الله عز وجل نبيا إلا أوحى إليه أن لا يسأل قومه أجرا لأن الله عز وجل يوفيه أجر الأنبياء ومحمد ( صلى الله عليه وآله ) فرض الله عز وجل مودة طاعته ومودة قرابته
[1] سورة هود : الآية 29 . ( 2 ) سورة هود : الآية 51 . ( 3 ) سورة الشورى : الآية 23 .
151
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 151