نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 107
ثم سألوني الرجوع إلى الكلام والإعادة لما سلف لي من الجواب ، ليسمع ذلك الرجل الحاضر . فقلت له : ألا سألتم الفقيه إعادة ما كان أورده لعله أن يرضى هذا الشيخ إذا سمعه ، وعنيت بالفقيه ، الحاكي عن الشافعي ؟ قالوا : قد تبين لنا فساد ما أجاب به ، ولا حاجة بنا إلى إشغال الزمان بإعادته . قلت : فأنا مجيبكم إلى الكلام ، وسالك غير الطريقة الأولى في الجواب ، لعل ذلك أن يكون أسرع لزوال اللبس ، وأقرب إلى سكون النفس ، إن وجدت منكم مع الاستماع حسن إنصاف . قالوا : نحن مستمعون لك غير جاحدين لحق يظهر في كلامك . فقلت : كان السؤال عن وجه العدل والحكمة في تعذيب الله عز وجل لمن مات وهو كافر بالعذاب الدائم ، الذي تقدير زمانه لا ينحصر ، وقد وقع من العبد كفره في مبلغ عمره المتناهي . والجواب عن ذلك : أن العذاب المجازى به على المعصية ، كائنة ما كانت ، لا كلام بيننا في استحقاقه ، وإنما الكلام في اتصاله وانقطاعه ، فلا يخلو المعتبر في ذلك أن يكون هو الزمان الذي وقعت المعصية فيه ومقداره وتناهيه ، أو المعصية في نفسها وعظمها من صغرها . فلو كانت مدة هي المعتبرة ، وكانت يجب تناهي العذاب لأجل تناهيها في نفسها ، لوجب أن يكون تقدير زمان العقاب عليها بحسبها وقدرها ، حتى لا
107
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 107