responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن    جلد : 1  صفحه : 105


الجوابين لا يكاد يخفى عمن له أدنى تحصيل .
أما الأول منهما وهو : مماثلته بيت إدامة الثواب والعقاب ، فإنه خطأ في العقل والقياس ، وذلك أن مبتدئ النعم المتصلة في تقدير زمان أكثر من زمان الطاعة ، إن لم يكن ما يفعله مستحقا ، كان تفضلا ، ولا يقال للمتفضل المحسن : لم تفضلت وأحسنت ، ولا للجواد المنعم ، لم جدت وأنعمت .
وليس كذلك المعذب على المعصية في تقدير زمان زائد على زمانها ، لأن ذلك إن لم يكن مستحقا كان ظلما ، تعالى الله عن الظلم ، فالمطالبة بعلة المماثلة بين الموضعين لازمة ، والمسألة مع هذا الجواب عما يوجب التخليد قائمة .
والعقلاء مجمعون على أن من أعطى زيدا على فعله أكثر من مقدار أجره ، فليس له - قياسا على ذلك - أن يعاقب عمرا على ذنبه بأضعاف ما يجب في جرمه .
وأما جوابه الثاني فهو وإن كان ذكره بعض الناس ، لاحق بالأول في السقوط ، لأنه لو كان تعذيب الله عز وجل للكافر بعذاب الأبد ، إنما هو لأنه علم منه أنه لو بقي أبدا كافرا ، لكان إنما عذبه على تقدير كفر لم يفعله ، وهذا هو الظلم في الحقيقة ، الذي يجب تنزيه الله تعالى عنه ، لأن العبد لم يفعل الكفر إلا مدة محصورة [1] .



[1] وقد جاء مفاد بعض الروايات ، إنما خلد أهل النار في النار لنيتهم العصيان الأبدي لو خلدوا في الدنيا ، لاحظ ما رواه الشيخ الصدوق ( رحمه الله ) في العلل عن أبيه عن سعد ، عن القاسم بن محمد ، عن سليمان بن داوود الشاذكوني عن أحمد بن يوسف ، عن أبي هاشم قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن الخلود في الجنة والنار ، فقال : إنما خلد أهل النار في النار لأن نياتهم كانت في الدنيا لو خلدوا فيها أن يعصوا الله أبدا ، وإنما خلد أهل الجنة في الجنة لأن نياتهم كانت في الدنيا لو بقوا أن يطيعوا الله أبدا ما بقوا ، فالنيات تخلد هؤلاء وهؤلاء ، ثم تلى قوله تعالى : * ( قل كل يعمل على شاكلته ) * قال : على نيته . علل الشرائع : ج 2 ص 523 ب 299 ح 1 وعنه بحار الأنوار : ج 8 ص 347 ح 5 . وعلى ضوء هذه الرواية والله العالم أن أهل النار إنما خلدوا لنيتهم الكفر الأبدي ، فعذابه الأبدي ليس زائدا على مدة كفره بل مؤاخذ عليه ، إذ عقد قلبه على الكفر بالله تعالى لو بقي مخلدا في الحياة ، فيكون عذابه الأبدي في الآخرة على أمر فعله في الدنيا .

105

نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن    جلد : 1  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست